لماذا وإلى أين ؟

صاحب شركة للتصوير التجاري يكشف مفاتيح نجاح ومعيقات المقاولة الصغرى (ضيف الأحد)

تواجه المقاولات الناشئة في مختلف المجالات العديد من التحديات والمعيقات التي قد تعرقل مسارها نحو النجاح، خاصة عند الانتقال من مرحلة العمل الفردي أو الوظيفي إلى تأسيس مشروع خاص. من بين هذه التحديات، تظهر المشاكل المالية والإدارية، والتعامل مع فترات الركود الموسمية، وصعوبة التواصل مع الزبائن، فضلاً عن التفاوض على الأسعار بما يضمن الجودة والاحترافية.

وللحديث حول هذا الموضوع، تستضيف الجريدة الإلكترونية “آشكاين” في فقرة “ضيف الأحد” لهذا الأسبوع، التقني العالي في مجال السمعي البصري وصاحب شركة للتصوير التجاري، محمد بولعيش، الذي سيشارك تجربته الشخصية في تأسيس وإدارة مقاولته الخاصة، وأبرز التحديات التي واجهته وكيف تغلب عليها.

إليكم نص الحوار:

بداية عرفنا بنفسك ومسارك المهني ؟

محمد بولعيش، ثقني عالي في مجال السمعي البصري، اشتغلت لسنوات كمصور صحافي في عدة صحف إلكترونية، قبل أن أنفتح على مجال التصوير التجاري، وشرعت في العمل لحسابي الخاص.

بداية انطلقت في العمل “فريلانس” عن طريق العمل كمقاول ذاتي، قبل أن تأسيسي لشركة للتصوير والفيديو التجاري بمدينة طنجة قبل بضع سنوات. حيث وفقت في العمل على مشاريع مع مجموعة من الشركات في مجالات مختلفة، كشركات العقار، أطباء، مطاعم، مقاهي، شركات الأثاث، فضلا عن فنانين ومغنيين والعديد من المجالات الأخرى، وفي عدد من المدن كطنجة ومراكش والدار البيضاء وغيرها.

ما هي أبرز التحديات التي واجهتها عند اتخاذ قرار الانتقال من العمل كموظف إلى تأسيس مقاولتك الخاصة في مجال التصوير التجاري؟

فيما يتعلق بالتحديات التي واجهتني في البداية، فأولها هو إشكال المعدات، فكما يعلم الجميع معدات التصوير مكلفة للغاية، واقتنائها يتطلب رأس ماب لا بأس به، خاصة في المجال الاحترافي والتصوير التجاري. فضلا عن مشكل التواصل مع الزبناء، والذي يتطلب وقتا للتغلب عليه، خاصة وأن البدايات تجعل من الصعب على صاحب المقاولة الصغرى حاليا تشغيل مساعدين مثلا للقيام بأدوار مختلفة، مما يجبره على تعلم القيام بتلك الأدوار بنفسه، ومنها التواصل مع الزبناء كمثال.

وطالما نتحدث عن العقبات والمشاكل، فالجميع في ميدان التصوير التجاري كما في عدة محالات أخرى، يعلم أن هناك فترات ركود وفترات رواج موسمية، حيث أن يكون المجال جيدا والزبناء متوفرين في أشهر فصلي الربيع والصيف، بينما يعرف المجال ركودا نوعا ما في باقي السنة.

كيف تمكنت من التغلب على الصعوبات المالية والإدارية في بداية مشروعك الخاص؟

وبالنسبة للصعوبات المالية والإدارية، فهي ضرورة حتمية في بداية كل مشروع، خاصة بالنسبة لشاب لا يتوفر على تجربة كبيرة في ميدان المقاولة. وأحسن طريقة للتغلب على هاته العقبة بالنسبة إلى تجربتي الشخصية، كانت في المشاورة وطلب النصيحة، والبحث عن المعلومة ومعرفة كيفية توظيفها لصالحك.

ما هي المعيقات اليومية التي تواجهها في إدارة مقاولتك وكيف تتعامل معها لضمان استمرار نجاح العمل؟

أما فيما يتعلق بالمعيقات اليومية، فأحيانا كثيرة تكون هناك مشاريع تحتاج لأكثر من شخص واحد لإنجازها، وقد لا تجد أشخاصا تثق في عملهم وإتقانهم له أو قد لا يكونون متوفرين في النافذة الزمنية التي تحتاجها لإنجاز المشروع، مما يضطرك إلى المجازفة بالعمل مع أشخاص لا تضمن جودة عملهم ولا تضمن مدى تجاوبهم مع العمل تحت الضغط مثلا. والتعامل مع مثل هاته المعيقات يتطلب أن يقوم الشخص بتوسيع دائرة اتصالاته ومعارفه، والعمل على حضور أنشطة، ندوات، وورشات تتعلق بعمله والتعرف على محترفين آخرين في مجاله.

كما وفي رأيي الشخصي فنحن جميعا في مجال التصوير التجاري نعاني من مشكل عام، يتعلق في التفاوض على الثمن مع الزبون، فهناك بعض من الزبناء لا يتقبلون الثمن الذي تطلبه أحيانا مقابل عملك، متناسين أن تخفيض الثمن في أي مجال وليس في مجال التصوير فقط، سيكون على حساب جودة وإتقان المشروع وعدد الأشخاص الذين سيعملون عليه ومدى وسرعة إنجازه وغيرها من العوامل.

وطبعا هذا لا يعني أن الأسعار غير قابلة للنقاش، فالسوق في أي مجال يحكمها العرض والطلب، فضلا عن المنافسة بين المهنيين، لكنني شخصيت ورغم أني أقوم بتخفيضات استثنائية لزبائني شركات أو أفراد، إلا أني أفضل أن أنجز المشروع بمعايير جيدة وإتقان على أن أخفض السعر على حساب الجودة.

ما هي النصائح التي تقدمها لمن يفكر في بدء مشروع مشابه لتجنب الأخطاء الشائعة وتحقيق النجاح؟

أما فيما يتعلق بالنصيحة التي يمكن أن أقدمها للشباب الذين يفكرون في خوض غمار إنشاء مقاولة في مجال السمعي البصري، فأولا أنصحهم بالبحث ودراسة المشروع بشكل جيد من جميع جوانبه، ومن الأحسن التخصص في مجال محدد.

وثانيا وهي أهم نصيحة يمكن أن أقدمها، وهي أنه على كل شاب يفكر في إنشاء مشروعه الخاص أن يدرس ويبحث في مجال المقاولة، فهناك جوانب كثيرة قد يغفل عنها المرء وقد تكون بها عواقب وخيمة، وهناك معطيات ومعلومات كثيرة على الأنترنت حول المقاولة ولا يحتاج الأمر إلى تعليم رسمي بل فقط قليل من الجهد وكثير من التحفيز.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
بوجمعة
المعلق(ة)
11 نوفمبر 2024 11:44

رغم الصعوبة التي قد تطرحها العوامل ذات صلة بالمشروع ، في ظل تواجد حدة الأزمة وشراسة المنافسة وضيق السوق و المتطلبات التي تفرضها ثقافة التجديد والابتكار لدى المبادر ، فان انجاح مشروع الاستثمار ( الصغير والمتوسط ) رهين ب:
– مناقشة ذات حامل مشروع المبادرة بهدف وضع في سلة الدراسة لمراحل الانجاز كافة المعطيات التي تمكنه في الأخير من بناء مشروع أو ورش عمل قابل للانجاز بأقل تكاليف اقتصادية ممكنة وبتوظيف التجربة والقوة الابتكارية والمثابرة المتاحة لديه ..( خبرة ميدانية ، زبائن مفترضين ، رأسمال مادي ولو كان قليل المبلغ أو العدد … )
– استشعار صاحب المبادرة بأن إنجاح المشروع مرتبط بمدى قدرته التواصلية على نسج علاقات وشبكة تضم زبناء و فاعلين ايجابين ضروريين للمشروع ( شرط توفر قوة التواصل) .
– القدرة ولو عبر اللجوء الى استشارة المحيط النافع على فهم تقلبات الاسواق والمستهلك وتأثير وتقلبات العرض والطلب التي قد تأتي بها عوامل التنافسية .
– تخصيص لحظات تأمل لتقييم النتائج و إصلاح الاعوجاجات اينما وجدت ، مع التذكير بأن المبادرات الاقتصادية لا تقبل أبدا الفشل مهما كانت الصعوبات………

هناء
المعلق(ة)
11 نوفمبر 2024 02:09

مشاء الله، أنموذج شاب يحتذى به

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x