2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الغالي يكشف علاقة التحركات الأمريكية في الجزائر وموريتانيا بأحداث المحبس
استقبل وزير الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء الموريتاني، حننه ولد سيدي، يوم الثلاثاء 19 نونبر 2024، في مكتبه القائم بالأعمال المؤقت بسفارة الولايات المتحدة بانواكشوط، جون تي آيس، مرفقا بالملحق العسكري ورئيس مكتب التعاون العسكري بالسفارة.
وتناول اللقاء الذي جرى بحضور مدير مكتب التنسيق بوزارة الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء، العقيد مانغا سوبا، حسب ما أفاد به بلاغ مقتضب للجيش الموريتاني، اطلعت عليه “آشكاين”، بحث “علاقات التعاون القائم بين بلادنا والولايات المتحدة وسبل تعزيزه وتطويره”.
جاء هذا اللقاء الأمريكي الموريتاني، بعد يوم من زيارة وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان، عزرا زيا، ونائبة كاتبة الدولة الأمريكي المساعدة لشؤون الشرق الأدنى، بربارا ليف، إلى الجزائر، يوم 18 نونبر الجاري، ولقائهما بالرئيس الجزائري ووزير خارجيته، احمد عطاف، في لقائين منفصلين.
وهو ما يفتح المجال للتساؤل عما تعنيه هذه التحركات الأمريكية بين الجزائر وموريتانيا، خاصة أنها جاءت بعد أيام من أحداث المحبس الاخيرة التي شهدت، في 9 نونبر 2024، إطلاق مقذوفات من قبل مليشيات “البوليساريو” على مقربة من مهرجان احتفالي بذكرى المسيرة الخضراء، لم تسفر عن خسائر، وسبقتها تصريحات لوزير الخارجية ناصر بوريطة، في 8 نونبر 2024، أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب، حين قال إن “هناك مؤشرات على رغبة الجزائر في إشعال فتيل الحرب بالمنطقة ومواجهة عسكرية مع المغرب”.

وفي هذا السياق اوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، محمد الغالي، أن “موريتانيا تمتلك موقعا استراتيجيا بمنطقة الساحل، وهذه المنطقة تعتبر من المناطق التي تعتبر ط الولايات المتحدة المسألة الأمنية فيها ذات أولوية كبيرة، ما يعني أن موريتانيا قد تلعب بعض الأدوار في هذا الاتجاه”.
وأشار الغالي في حديثه لـ”ٱشكاين”، إلى أن “بعض التقارير تتحدث عن كون موريتانيا لا تتوفر على إمكانات التي تمكنها، من مواجهة مخاطر الساحل والصحراء، خاصة ما تعلق بالإرهاب والمخدرات والاتجار بالبشر، وهذا يعتبر من أولويات الامن القومي الجزائري، خصوصا أن هناك من يراهن على كون المحيط الأطلسي يمكن ان يشكل معبرا تجاريا دوليا بديلا عما هو الآن في البحر الاحمر والبحر الأبيض المتوسط، ما يعني ان المحيط الأطلسي قدر يشكل ممرا استراتيجيا”.
ونبه إلى أن “موريتانيا قد تشكل منصة يمكن أن تراهن عليها الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بهذه الهواجس الأمنية، دون أن ننسى أن موريتانيا من الدول التي لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وكانت دول أخرى تراهن عليها مثل روسيا والصين، وهو جانب مكن ان يبعد موريتانيا بان تقع تحت تحالف يضم روسيا والصين”.
واعتبر الغالي أن “المكانة والتموقع الجيوسياسي لموريتانيا هو الذي يؤهلها لكي لا ترتكب الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة من الأخطاء، التي ارتكبتها مع دول اخرى، كالصومال، ومالي، والتي أصبحت تشكل تهديدا كبيرا بالمنطقة “.
وفي ما يتعلق بزيارة مسؤولة امريكية للجزائر، يضيف الغالي فإن “الولايات المتحدة تسعى للمحافظة على قنوات التواصل معها، لأن الطرح الأمريكي براغماتي ويعتمد الاحتواء، ووجود هذه القنوات مع الجزائر يأتي من باب الحفاظ على تلك الروابط التي لا تترك فرصة للجزائر للارتماء لتحالف ٱخر قد يضرب مصالح الولايات المتحدة الامريكية”.
وخلص إلى ان “هذا التواصل الأمريكي مع الجزائر، يمكن اعتباره روتينيا تقتضيه الظرفية بعض الأحيان، بهدف تبادل وجهات النظر حول بعض المواضيع، والتي قد لا يكون مطروحا فيها موضوع أحداث المحبس” .