2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

في عام 2011، شهدت مدينة الناظور تدشين مشروع منتزه الطيور ببحيرة مارتشيكا، الذي حظي برعاية ملكية خاصة وأُطلق كواحد من أبرز المشاريع البيئية والتنموية في المنطقة.
ورغم مرور أكثر من عقد على تدشينه ورصد ميزانيات ضخمة لإنجازه، لا يزال المنتزه مغلقًا أمام المواطنين، ما يثير تساؤلات عديدة حول مصير المشروع الذي كان من المفترض أن يكون معلمًا بارزًا يعزز السياحة البيئية بمدينة الناظور والمغرب ككل ويوفر متنفسًا للسكان.

استنزاف ميزانيات ضخمة
خلال عام 2015، كشفت تقارير عن استمرار وكالة تهيئة مارتشيكا في تنفيذ أشغال البنية التحتية للمنتزه، بما في ذلك عمليات الجرف، والردم، وتقوية الحواجز، التي تطلبت ميزانية ناهزت 34 مليون درهم، أي ما يعادل ثلاثة مليارات و400 مليون سنتيم. إلى جانب ذلك، خصصت الوكالة مبلغ 21 مليون درهم لأشغال التشجير وتنسيق المناظر الطبيعية وتهيئة مستوطنات بيئية، بهدف خلق بيئة مثالية للطيور المهاجرة.
وكان من المخطط أن تواصل الوكالة خلال ما تبقى من 2015 وسنة 2016 أعمال التشجير وبناء قرية استقبال الزوار، بالإضافة إلى منشآت حماية المنتزه من الفيضانات. ومع ذلك، ورغم الجهود المبذولة، والميزانية الضخمة المرصودة في سنة واحدة فقط، لم يكتمل المشروع في الموعد المقرر، حيث أُرجع التأخير إلى تحديات مالية وتقنية.

وعود الافتتاح بعد انتهاء الجائحة
في أكتوبر 2021، وخلال جولة تفقدية بمناسبة اليوم العالمي للطيور المهاجرة، أعلن المدير العام لوكالة مارتشيكا، سعيد زارو، الذي تمت إعفاؤه من منصبه قبل حوالي السنة، (أعلن) عن انتهاء أشغال المنتزه بشكل كامل، مؤكدًا أن افتتاحه أمام العموم سيُعلن قريبًا بعد تحسن الأوضاع الوبائية آنذاك. وقد أُثني حينها على المشروع باعتباره الأول من نوعه في الجهة، مشيرًا إلى أنه يتوافق مع المعايير العالمية ويضم مركزًا خاصًا لعلاج الطيور.
لكن، وبعد مرور ما يقارب أربع سنوات منذ هذا الإعلان، لا يزال المنتزه مغلقًا، وهو ما أثار استياء المواطنين الذين كانوا ينتظرون افتتاح هذا المعلم الذي بُني على مساحة كانت في السابق مكبًا لمياه الصرف الصحي. وقد عملت الوكالة على تحويل الموقع من منطقة ملوثة إلى بيئة طبيعية مزروعة بالأشجار ومجهزة لاستقبال الطيور المهاجرة.

مشروع بلا نتائج ملموسة
رغم الطموحات الكبيرة التي رافقت هذا المشروع، إلا أن تأخر افتتاحه وتراكم تكاليفه أثارا تساؤلات حول جدواه الفعلية وإدارة الميزانيات المخصصة له. وكان من المفترض أن يسهم المنتزه في جلب سياح متخصصين في مراقبة الطيور ودعم البحث العلمي، إلا أن استمرار إغلاقه حرم المنطقة من الاستفادة من إمكاناته الاقتصادية والبيئية.
ويبقى مصير منتزه الطيور ببحيرة مارتشيكا معلقًا، وسط دعوات متتبعين للشأن العام المحلي بمحاسبة الجهات المسؤولة وتسريع وثيرة فتح المشروع الذي التهم ميزانيات ضخمة من المال العام دون أن يرى النور بعد.

كذالك شان عدة مشاريع تبدأ بامتصاص ميزانيات ضخمة وتنتهي بالافلاس او الاهمال والامثلة كتيرة، مما يطرح عدة تساؤلات حول الخلفية الحقيقية لإنشاىها عما إذا كان المسؤولون على الشان الوطني والمحلي يفكرون في مقاربة جديدة لتفادي هدر المال العام ومحاسبة المسؤولين عن هذه الاختلالات الغير مبررة.
.. هذه من نتائج عدم مراقبة و محاسبة المسؤولين عما أنيط بهم من مسؤوليات…
و هذا ماوقع و.. سيقع في قطاع التعليم، الذي خضع لإصلاحات عديدة دون حسيب أو رقيب ،فكان الفشل هو حصاد كل إصلاح.
لن ننتظر خيرا من الحكومة الحالية لأنها بدأت ولايته بتهريب قانون الإثراء غير المشروع ،و هي الآن بصدد إخراج قوانين تمنع تتبع المال العام وتمنع فضح الفساد
و سارقي المال العام.