2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مناصرو الحزب الحاكم بجنوب أفريقيا يحتجون ضد السياسة العدائية لحزبهم تجاه المغرب
خرج أنصار للمؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم بجنوب إفريقيا للاحتجاج أمام مقر الحزب، رفضا للسياسة الخارجية العدائية التي يعتمدها حزبهم في علاقاته مع المغرب.
وأفادت مصادر إعلامية جنوب إفريقية، أن “مجموعة من أعضاء المؤتمر الوطني الإفريقي تجمعوا أمام مقر الحزب بجوهانسبورغ يوم الأربعاء 4 دجنبر الجاري، وحولوه إلى موقع للاحتجاج للتعبير عن استيائهم من النهج الدبلوماسي الأخير لحزبهم تجاه المغرب”.
وأكدت ذات المصادر على أن “هذا الاحتجاج سلط الضوء على الخلاف المتزايد بين أعضاء للحزب فيما يتعلق بتوجه السياسة الخارجية للمؤتمر الوطني الأفريقي، وخاصة ما يتعلق بالتزامه الطويل الأمد تجاه جبهة البوليساريو”.

وأعرب المحتجون، في تصريحات استقتها منابر محلية، عن “عدم رضاهم عن موقف المؤتمر الوطني الأفريقي ضد المغرب”، مؤكدين على “وجود حاجة ملحة إلى الوضوح بشأن الكيفية التي يتم التخطيط بها لتطوير العلاقات الثنائية مع المغرب”.
وربط المنبر ذاته الاحتجاجات بـ”الجدل الدائر حول زعيم المؤتمر الوطني الأفريقي الإقليمي، أوبيد بابيلا، الذي واجه تداعيات داخلية للحزب بعد زيارة قام بها قبل شهرين للمملكة ولقائه ببوريطة، حيث اعتبرت قيادة الحزب آنذاك أن تصرفات بابيلا متناقضة مع موقف المؤتمر الوطني الأفريقي التضامني مع البوليسريو، مما أثار احتقانا داخل صفوف الحزب”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن “بابيلا كان يدافع عن تعزيز العلاقات التجارية بين جنوب أفريقيا والمغرب، وهي المبادرة التي اعتبرها قادة الحزب تقويضا لمبادئ السياسة الخارجية الراسخة للمؤتمر الوطني الأفريقي”.
وفي خضم الاحتجاج، قدم المتظاهرون مذكرة احتجاجية للحزب، دعوا فيها المؤتمر الوطني الأفريقي إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع المغرب، متشبثين بضرورة بناء قيم “سلام وصداقة” مع المملكة.
واعتبر المنبر ذاته أن “هذا الاحتجاج يؤكد على التوتر الملموس داخل الحزب ودرجة لاحتقان الذي خلفه إعفاء بابيلا من مهامهم بسبب زيارته للمغرب ولقائه مسؤولين، والتحول في الموقف الدبلوماسي للمؤتمر الوطني الأفريقي.
يذكر أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، كان قد أجرى يوم 7 أكتوبر 2024 بالرباط، مباحثات مع وفد جنوب إفريقي يقوده نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية بالمؤتمر الوطني الإفريقي، أوبيد بابيلا.
ودعا بابيلا، في تصريح للصحافة عقب هذه المباحثات، إلى “تكثيف العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلاده والمغرب، كما حث المقاولات المغربية على الاستثمار في جنوب إفريقيا على غرار العديد من الشركات الجنوب إفريقية التي، حسب قوله، موجودة بالفعل في المغرب”.
وعلى المستوى المتعدد الأطراف، أشاد بابيلا بعودة المغرب إلى الدائرة الإفريقية، وهو الفضاء الذي يمكن للبلدين “العمل معا في إطاره لرفع التحديات التي تواجه إفريقيا”.
من جهة أخرى، ذكر نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية بالمؤتمر الوطني الإفريقي بالدعم الذي قدمه المغرب لنضال جنوب إفريقيا من أجل نيل الاستقلال، مضيفا أن المملكة كانت من بين الدول الأولى التي زارها زعيم جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا سنة 1994 بعد استقلال بلاده من أجل التعبير عن شكره للشعب المغربي لمساهمته في تحرير جنوب إفريقيا واستكشاف سبل تعزيز العلاقات الثنائية.