2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مبارك بودرقة يقيم 20 سنة من عمر هيئة الإنصاف والمصالحة (حوار)

احتضنت مدينة الرباط، يوم الجمعة 6 دجنبر الجاري، المناظرة الدولية، حول موضوع “مسارات العدالة الانتقالية من أجل إصلاحات مستدامة”، والتي انطلقت أشغالها تخليدا للذكرى العشرين لإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة.
ووجه الملك رسالة إلى المشاركين في الندوة المذكورة، مبرزا أن “قراره بإحداث هذه الهيئة، استمرار للهيئة المستقلة لتعويض ضحايا الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي، التي كان قد أحدثها جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، كان قرارا سياديا ضمن مسار طوعي لتدبير الشأن العام، يقوم على مفهوم جديد للسلطة، وعلى مسؤولية المؤسسات ومحاسبتها، لضمان كرامة كل المغاربة”.
ونبه الملك في رسالته إلى أن “تخليدهم اليوم لهذا الحدث الهام في تاريخ المغرب المعاصر، لهو مناسبة سانحة للتذكير بأهمية ووجاهة هذه المحطة البارزة، التي شكلت منعطفا حاسما في مسار التحول الديموقراطي والتنموي ببلادنا، باعتبارها لبنة أساسية ضمن أسس البناء والانتقال الديموقراطي، وتوطيد دولة الحق والقانون والمؤسسات، وحماية الحريات”.
ولبسط تقييم عام لتجربة هيئة الإنصاف والمصالحة، خلال العقدين الماضيين، وإبراز دلالات مضامين الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في المناظرة الدولية حول العدالة الانتقالية، تستضيف آشكاين في فقرة “ضيف السبت” العضو السابق في هيئة الإنصاف والمصالحة الحقوقي والفاعل السياسي السابق مبارك بودرقة، المعروف حركيا زمن سنوات الرصاص بـ”عباس”، صاحب مذكرات “بوح الذاكرة وإشهاد الوثيقة.. من حلم الثورة إلى فضاء حقوق الإنسان” الذي جمع فيها “التجارب النضالية” التي صعت الشخصية الحقوقية لـ”عباس”، ووقائع عودته إلى أرض المغرب بعد 28 سنة من المنفى، علاوة على حديث الكتاب عن عضوية المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وتجربة هيئة الإنصاف والمصالحة.
وفي ما يلي نص الحوار:
يحتفل المغرب بالذكر 20 لإحداث هية الإنصاف والمصالحة، كيف تقيمون عملها بشكل عام؟
نقيمها كما قيمها الخبراء الدوليون بما فيهم كوفي عنان، الذي صنفها في بداية سنة 2005 من التجارب الخمسة الناجحة في العالم، وقيمها خبراء الأمم المتحدة بأنها من التجارب الفريدة.
وفعلا هي فريدة، لأن التجربة المغربية ليست كباقي التجارب، إذ أن جميع التجارب التي تتجاوز الخمسين تجربة، كلها جاءت على أنقاض انهيار نظام دكتاتوري وعسكري وقيام النظام الجديد، إلا التجربة المغربية قد جاءت في نفس سياق النظام.
وإذا أردنا أن نشخص نجاح هذه التجربة المغربية، يمكن أن نردها لثلاث عوامل، أولها الإرادة السياسية لصاحب الجلالة الذي أشرف على قيامها، وثاني هذه العوامل هو وجود مجتمع مدني وحقوقي قوي في المغرب، حيث اجتمعت ثلاث قوى حقوقية قوية المنظمة، الجمعية، والمنتدى المغربي للحقيقة، دون أن ننسى نضال العائلات والأمهات والأحزاب السياسية التقدمة.
والعنصر الثالث الذي ساهم في نجاح هذه التجربة المغربية هو تكوينها الداخلي، حيث كنا 17 فردا، و8 منهم، كلهم ضحايا الانتهاكات الجسيمة، تعرضوا للاختطاف والاعتقال القسري والتعذيب والسجن، على رأسهم بنزكري، رحمه الله، الذي كان رئيسا قضى 17 سنة في السجن، ثم الأحكام التي صدرت في حق البقية وكانت تعد بعشرات السنين وتصل إلى الإعدام، وحتى المرأة التي كانت معنى، لطيفة الجبابدي، كانت من المقموعين، بل هي المرأة الوحيدة التي عاقبوها وعذبوها كما يعذب الرجال، رغم أن هذا النوع من التعذيب خاص بالرجال، لكنها عذبت به.
وبنزكري الذي هو الرئيس كان له فضل إحداث منتدى الحقيقة والإنصاب الذي جمع فيه الضحايا كلهم، وكانت بمثابة الهيئة الوحيدة التي لا نطالب فيها الضحايا كي يثبتوا لنا أنهم ضحايا، وكان المعني يضع طلبه ونقوم نحن بجمع الحجج لصالحه.
وحتى التعويض الذي كان يعطى لهذه الحالات قد كنا نعتبره رمزيا، فلا يمكن أن تعوض شخصا توفي أبوه أو أخوه حتى لو أعطيته مال الدنيا بأكمله، وكان هناك تعويض إداري بحيث يتم إدماج الأشخاص الذين تم طردهم لأغراض سياسية أو ما شابه، عادوا لوظيفتهم كأنهم لم يغادروها، كما أنجزنا الإدماج الاجتماعي، بحيث أن المواطنين الذين اعتقل أبناءهم ولم يدرسوا، تم دمجهم عبر عدة حلول.
في رسالته إلى المشاركين في المناظرة الدولية حول ” العدالة الانتقالية ” المنعقدة بالرباط، وصف الملك إحادث الهيئة بأنه شكل “منعطفا حاسما في مسار التحول الديموقراطي والتنموي ببلادنا”، هل ما حققته هذه الهيئة لحدود الآن كاف ليعكس الإرادة الملكية في هذا الباب؟
طبعا، لأن وصف الملك لهذه الهيئة بأنها ساهمت في الانتقال الديموقراطي نظرا لأننا لم نشتغل بشكل منعزل، بل اتفقنا مع الإذاعات والتلفزيون عبر اتفاق بأن يغطوا أنشطة الهيئة، كما كان هناك اتفاق مع العديد من الصحف لنشر الأخبار بشكل أسبوعي، ونقوم بتزويد الجرائد والإعلام بأنشطة الهيئة.
وحتى عندما نزور قبرا مثلا، لا بد أن يرافقنا وفد من التلفزيون بحضور النيابة العامة والدرك، والغرض من حضور التلفزيون هو أن يتابع المواطنون الأحداث، وفي غالب الأحيان كان يطل أحد أعضاء الهيئة في النشرة المسائية التي تلقى متابعة كبيرة.
وتابع أن الهيئة أجرت لقاءات مع جميع الأحزاب السياسية لما كنا في الهيئة، وجميع النقابات بما فيها نقابة الباطرونا لوضعهم في الصورة، وكل ذلك من أجل أن يواكب المجتمع.
وكما أشرت، فالمصالحة لا تعني المسامحة بين الأفراد، مثلما يحدث في جنوب إفريقيا بأن يلتقي الضحية والجلاد ويقبلان بعضهما البعض ويبكون، فالمغرب خلافا لذلك، حيث أحدثت الهيئة ديناميكية في المجتمع المغربي الذي يجب أن يتصالح مع تاريخه.
ما يؤاخذه علينا البعض هو أننا لم نقم بالمساءلة، والسبب هو أن أغلبية أولئك المجرمين الذين كانوا يعذبون لم يعودوا في الوجود، وثانيا قد مر عليها 43 سنة، كما يعطى لكل ضحية مقرر تحكيمي مثل الحكم القضائي، يتضمن ما جرى بالتفصيل حول عملية الاختطاف وكيف تم تعذيبه، ويتم الإشارة فيه على أن المسؤول عن هذه الانتهاكات هي الدولة المغربية وليس شخصا واحدا أو غيره، بحيث أن هذا القرار الذي يحصل عليه الضحية يمكن أن يأخذه لأي محكمة مغربية أو دولية فسيتم إنصافه.
ما أفق العمل المستقبلي لهذه الهيئة في ظل الحقوقي الراهن؟
الهيئة انتهت بمجرد تقديمها لتقريرها لصاحب الجلالة، لكن بدل أن يعطي صاحب الجلالة للحكومة لتنفذ هذه التوصيات ارتأى أن يكلف المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الذي انبثقت منه وثيقة إنشاء الهيئة، وبعده المجلس الوطني لحقوق الإنسان، من أجل متابعة الملفات العالقة، وهذا الأمر لا علاقة بالمجتمع الحقوقي الذي هو مستقل.
والآن الأمر مختلف، إذا كانت عدالة مرتبط بالمجتمع الحقوقي فإن المعني يعود إليه، وإذا كان ملفه متعلق بالهيئات السياسية فهو يعود إليها، وهيئة الإنصاف محددة في الزمان، الذي انتهى في نونبر 2005.
والملاحظ أن الهيئات الأخرى إما أن تتكلف الحكومات بتوصياتها أو تتكلف الأمم المتحدة، لكن صاحب الجلالة حرصا منه على حقوق الضحايا، ارتأى أن يتكلف المجلس الاستشاري الذي انبثقت منه الهيئة بالتوصيات كي يواصل تنفيذها، وما تقوم به بوعياش فيما يرتبط بهذا المجال ليست ملفات جديدة، بل تلك الملفات التي وضعتها الهيئة مسبقا.
Bravo pour vos ans ! ET QUOI DIRE de certains victimes des élèves de l’école EMR ‘école militaire Royale de Harmamou) que leur dossiers ils ne sont pas traités? comment EST CE POSSIBLE? à chaque fois les victimes réclament leur droit , on leur dit : je cite : on va voir