لماذا وإلى أين ؟

نور الدين يعدد مكاسب إطلاق خط بحري بين أكادير ودكار وآثاره على العلاقات مع موريتانيا

في خطوة تعزز مكانة المغرب كمحور تجاري في القارة الإفريقية، تم التوقيع على بروتوكول اتفاق لإطلاق خط بحري جديد يربط بين ميناء أكادير المغربي وميناء داكار السنغالي.

للوقوف حول دواعي ومكاسب وأيضا الآثار المتوقعة لهذا الخط البحري، تستضيف جريدة ”آشكاين”، ضمن نافذة ”ضيف السبت”، ذ. أحمد نورالدين، خبير في العلاقات الدولية؛ وهذا نص الحوار:

  1. ما الداعي لهذا الخط؟

إحداث خط بحري بين أكادير والعاصمة السنغالية دكار كان مطلباً قديماً للمصدرين المغاربة نحو الدول الإفريقية نظراً لتظافر عدة عوامل ذات طبيعة اقتصادية تسعى إلى تقليص كلفة النقل وزمن النقل بالإضافة إلى تجنب ارتفاع الرسوم الجمركية التي تفرضها موريتانيا والتي تتغير باستمرار مما يشكل عبئاً إضافياً على المصدرين ويضعف من تنافسية أسعار بضائعهم، وهذا الخط سيعطي نوعاً من الاستقرار ووضوح الرؤية بالنسبة للكلفة النهائية وهو شيء مهم جداً في تقليص السعر النهائي للبضائع الموجهة نحو السوق السنغالية والأسواق الإفريقية المجاورة.

  1. ما هي المكاسب من وراء إحداث الخط؟

هناك مكاسب جمّة من بينها تقليص مدة النقل التي قد تصل أحياناً إلى خمسة أيام براً بسبب طول المسافة بين اكادير ودكار والتي تقدر بحوالي 2400 كام، لتصبح المدة يوماً أو يوماً ونصف عن طريق البحر، وهذا مكسب كبير لأن الوقت هو المال كما هو معروف في عالم الاقتصاد والأعمال. وهناك مكاسب آخر من الناحية الأمنية، فالأوضاع في منطقة الساحل والصحراء تجعل الطريق البرّية معرضة لهجمات عصابات أو تنظيمات مسلحة كما حدث لشاحنات مغربية سنة 2021 والتي قتل على إثرها سائقان وأصيب ثالث بجروح خطيرة، وتكررت مرات أخرى دون حصول قتلى لحسن الحظ. وهذه الاعتداءات بالإضافة إلى الجانب المأساوي الإنساني، لها أيضاً كلفة اقتصادية ومالية من حيث ارتفاع التأمين على السائقين وعلى البضائع نظراً لارتفاع المخاطر، وهو ما ينعكس ايضاً على سعر وتنافسية السلع المغربية عندما تصل إلى المستهلك.

  1. ما هي الآثار المتوقعة على العلاقات المغربية بغرب إفريقيا؟

هذا الخط له صبغة استراتيجية وأخرى عملية نفعية. بالنسبة للجانب النفعي المباشر سيعزز العرض التجاري المغربي بين البلدين ومع كل مجموعة غرب إفريقيا وسيشجع المبادلات وتنويعها لتشمل مختلف المنتوجات المغربية خارج الصادرات الفلاحية، كما أنه يسهل تنقل المسافرين والمستثمرين بسياراتهم الخاصة أو الحافلات وليس البضائع فقط. وهذا من شأنه أن يضاعف حجم الرواج الاقتصادي في الاتجاهين بين المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا والمغرب.

وعلى الصعيد الاستراتيجي، هذا الخط البحري يندرج ضمن التوجيهات الملكية للحكومة سنة 2023 قصد تقوية الأسطول البحري التجاري للمملكة والرفع من تنافسيته العالمية، لذلك لن يكون هذا الخط وحيداً بالنسبة لأكادير وحدها، فهناك خط ثاني في طور الإحداث يربطها بميناء قاديس في إسبانيا وأوربا بصفة عامة، وخطوط أخرى قيد الدراسة مع دول إفريقية بالإضافة إلى البرازيل وأمريكا اللاتينية.

وعلى صعيد استراتيجي آخر، يعتبر هذا الخط البحري مع ميناء الداخلة الأطلسي، جزءً من الاستراتيجية الملكية تجاه الدول الإفريقية المطلة على الأطلسي، والتي تحتضن المملكة مقرّ كتابتها الدائمة في أفق تعزيز هياكل هذه المنظمة الإقليمية الناشئة والتي يتوقع أن تضطلع بأدوار مهمة في الاندماج الاقتصادي الإفريقي بصفة عامة. وهي رؤية تتكامل في أهدافها مع المبادرة الملكية تجاه الدول الإفريقية الحبيسة في منطقة الساحل والصحراء للاستفادة من الموانئ المغربية على المحيط الأطلسي وبنياتها التحتية واللوجستية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
لحوس
المعلق(ة)
15 ديسمبر 2024 22:45

هناك دافع آخر، تاديب موريتانيا بسبب مواقفها المشبوهة تجاه القضية الوطنية

الغيور
المعلق(ة)
15 ديسمبر 2024 01:54

لم تتطرف سيدي الفاضل عن باقي الدوافع خاصة منها المتعلقة بالسياسة الاستباقية للمغرب امام الجزائر والتي على اترها تحرك السفيه المعتوه (بوتبويقة) إلى موريتانيا، بشأن معبز تندوف الزويرات… لكن مخططهم سكب عليه قطع من الثلج

م.ع
المعلق(ة)
14 ديسمبر 2024 21:01

يجب التأكد من نجاعة وحضوض نجاح هاذا الخط البحري.

حكيم
المعلق(ة)
14 ديسمبر 2024 16:14

لم نجيبوا بعد عن السؤال المتعلق باثار هذا الخط على العلاقات المغربية الموريتانية؟

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x