2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
خبيران يرصدان آثار استثمارات المونديال على تعميق الفوارق المجالية بين المركز والهامش

قال وزير التجهيز والماء، نزار بركة، إن 35 مدينة ستستفيد من المشاريع التنموية المزمع تنفيذها في إطار الاستعدادات لتنظيم مونديال 2030.
وأوضح بركة، في معرض جوابه عن سؤال حول “التسريع بتقوية الشبكة الطرقية” خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، أن هذا الحدث التاريخي سيشكل تحولا تنمويا بالنسبة للمغرب، إذ أن المشاريع المرتبطة به لا تقتصر فقط على المدن الكبرى الرئيسية التي ستحتضن المباريات.
وطرحت تصاريح وزير التهجيز الماء تساءلات عدة لدى الرأي العام الوطني، فيما يخص إحتمالية أن يؤدي التركيز على 35 مدينة فيما يخص البرامج التنموية المتوقع إنجازها خلال السنوات القليلة المُقبلة من تعميق الفوارق المجالية بينها وبين مدن الجهات البعيدة عن محور تنظيم المونديال.
إعداد برنامج تنموي بالمدن البعيدة تفاديا لتكريس التفاوتات
المحلل الاقتصادي ورئيس مرصد العمل الحكومي، محمد جدري، اعتبر أن “الاستثمارات من ستة مدن المحتضنة لكأس العالم إلى 35 مدينة أمر في حد ذاته سيقلص من الفوارق الاجتماعية بين مناطق المغرب، وسيخلق انتعاشة اقتصادية مهمة، غير أن هذه الانتعاشة لا يجب أن تؤدي لتعميق الفوارق المجالية.

وشدد ذات المحلل الاقتصادي في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية على أنه “يجب مواصلة العمل في ظل ما يتعلق بتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية بالمناطق البعيدة عن محور تنظيم المونديال كجهة درعة تافيلالت وجهة كلميم وادنون والجهة الشرقية، عبر إحداث برنامج تنموي خاص بها، حتى لا تؤدي المشاريع التنموية بالمدن المحددة من تعميق هذه الفوارق بين محيط طنجة وأكادير وباقي المدن”.
وأبرز جدري على أنه “من الجيد الإعداد التنموي لمدن المونديال، لكن لا يجب أن ينسينا هذا الأمر العمل التنموي الواجب القيام به في جهات أخرى تفتقر لأبسط مقومات التنمية”.
وأضاف ذات الخبير الاقتصادي، أن “تنظيم المونديال ليس حدثا عشوائيا، وإنما هو يندرج ضمن الرؤية الاستراتيجية الاقتصادية المغربية المبنية 2035 على مضاعفة الناتج الداخلي الخام من 130 مليار دولار سنة 2021 إلى 260 مليار دولار سنة 2035، فالبرامج المندرجة في إطار تنظيم المونديال وسيلة وليس غاية في حد ذاتها”.
إمكانية هجرة الشباب
ادريس الفينة الخبير في الاقتصاد الوطني ورئيس مركز المستقبل للتحليلات الإستراتيجية، يرى أن “المونديال سيمكن من تعزيز عملية تسريع بعض نمو بعض المدن، وهي فرصة مميزة لتحويل عدد من المدن المغربية لمدن عصرية، كما أنه سيعمل على تطوير حتى المعنية غير المعنية كليا بطريقة أو بأخرى”.

وأضاف الفينة في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، أن “الشباب الذين لن يستفيدوا من البرامج التنموية كون مدنهم غير معنية، يمكن لهم الهجرة نحو المدن المعنية بهذه البرامج التنموية طالما حرية النقل بين المدن مضمونة بنص الدستوري، فهذه العملية رغم أنها مركزة في مناطق محددة بعينها، فإن الاستفادة منها سيمتد لجميع المدن بما فيها تلك البعيدة عن محور تنظيم هذا الحدث العالمي”.
وخلص المتحدث لـ “ضرورة تفادي النظرة الحاسمة من الناحية الاقتصادية، حيث أن هذه العملية ستنمي التنمية الحضارية في جل المدن المغربية، حيث أن المدن المغربية ليست في وضعية جدية، وعدد منها يعاني من نقص كبير في التجهيزات والنقل والترفيه الحضاري، ما يجعلها المونديال فرصة لتقدم المدن”.
يجب ان تحدد من الان نسبة مؤية من مداخيل المونديال في المدن، لتنمية العالم القروي و الاستتمار على الاقل في البنية التحتية للقرى وهو ما يمكنه تشجيع السياحة الخارجية والداخلية خاصة في مناطق يمكن اعتبارها مكان جدب سياحي.