2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
إعفاء الجزائر لسفيرها بموريتانيا دليل على فشل دبلوماسي ذريع لقطع كل الصلات المغربية بإفريقيا (الشيات)
أحدث الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، تغييرات جديدة في سلك الدبلوماسية الخارجية، كان أبرزها، إعفاؤه أمس لسفير الجزائر لدى موريتانيا محمد بن عتو.
واختار تبون تعيين الدبلوماسي أمين عبد الرحمن سايد سفيرا لها في موريتانيا، والذي سبق له أن اشتغل قائما بالأعمال في سفارة الجزائر بجمهورية مصر، وفق ما نقلته مصادرإعلامية موريتانية.
وتأتي هذه التغييرات التي أحدثها تبون في سياق إقليمي محموم بالتوتر، كان آخره توغل دورية تابعة للجيش الجزائري، دجنبر 2024، في الأراضي الموريتانية، تزامنا مع زيارة الرئيس الموريتاني؛ محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى المملكة المغربية وإجراء مباحثات مع الملك محمد السادس أسفرت عن الإتفاق على التنسيق في ما يخص المبادرات الإقتصادية الملكية بإفريقيا، ما يعطي لتعديلات تبون أبعادا وقراءات متعددة.
وفي هذا الصدد، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول يوجدة خالد الشيات، أن “إقالة محمد بن عتو سفير الجزائر في موريتانيا وتعويضه بسايد، ليس تعينا وإقالة طبيعيين، بل يؤكد وجود فشل دبلوماسي ذريع على مستوى الممارسة الجزائرية، الذي تقدره على المستوى الشخصي”.
وشدد الشيات، في تصريحه لـ”آشكاين”، على ن “الأمر ليس مرتبطا بالمستوى الشخصي بل هو على مستوى الرؤية الاستراتيجية الجزائرية، والجزائر تراهن على موريتانيا كعامل لقطع كل الصلات المغربية بإفريقيا وبمسارتها التنموية والاستراتيجية عموما”.
ونبه المتحدث إلى أن “الجزائر تتناسى أن هذه الاستراتيجية المغربية متناغمة مع مجموعة من التصورات الاستراتيجية الكبرى التي تقودها الولايات المتحدة والصين، وحتى روسيا وغيرها من الدول التي ترى في هذه الاستراتيجية بوابة من بوابات العمل مع إفريقيا من خلال المغرب، وهذه الدول لا تريد لهذه الخطة أن تفشل، بينما الجزائر تريدها خطة فاشلة كي لا يكون للمغرب موقع”.

وتابع أن “هذا التغيير الذي أحدثه تبون هو تغيير شكلاني، حيث ألصقت المشكلة ببنعتو”، مستبعدا أن تكون “زيارة الرئيس الموريتاني الخاصة مؤخرا للمغرب، أو مشاوراته مع جلالة الملك أو التصورات الموضوعة على مستوى الطاولة بين البلدين او غيرها، مرتبطة بما قام به السفير الجزائري”.
وأبرز أن “السفير الجزائري اليوم في موريتانيا هو سفير النوايا السيئة، سفير القطيع، سفير محاولات العمل داخل موريتانيا لزعزعة النظام ومحاولة إثارة البلبلة على المستوى السياسي، بالدخول في أنساق من العمل غير المشروع والمدان على مستوى الدولي”.
وأضاف أن “هذا السفير شخص يقوم بتنزيل رؤية جزائرية مغايرة ومناقضة للوحدة المغاربية، وعمله الأساسي هو قطع كل الصلات بين المغرب وموريتانيا، بمعنى أن هذا السفير كيفما كان اسمه، سيكون بنفس الهدف”.
وأشار إلى أن “المشكل الأساسي موجود في الاستراتيجية الوطنية الجزائرية، التي، بدل أن تزيح هذه الكارثة المغاربية المسماة بوليساريو من أراضيها والعمل على بناء الوحدة المغاربية وتعزيز التواصل والتكامل المغاربي، والوصول بسهولة للمحيط الأطلسي عن طريق الأراضي المغربية والعمل على تنمية القدرات الجزائرية الاقتصادية والتجارية عن طريق عمقها الاستراتيجي الإفريقي، نجدها تعمد بشكل غريب بربط علاقة قائمة على الأبوية والهيمنة لفرض رؤاها”.
وخلص إلى أن “هذا التعامل الجزائري سيؤثر ليس فقط على علاقاتها مع موريتانيا، بل حتى مع النيجر ومالي وبوركينافاسو، ومحيطها بأكملها، ولها علاقة أبوية بالنظام التونسية مبنية على السيطرة والتبعية، وتحاول أن تفعل نفس الشيء في ليبيا، وكل هذه الأمور ستبوء بالفشل لتصبح هذه الجزيرة المسماة الجزائر، وبدون أفق ولا رؤية استراتيجية، وبدون انفتاح دولي ولا إقليمي”.