لماذا وإلى أين ؟

الشيات يبرز دلالات مؤشرات دعم أمريكا لمغربية الصحراء قبيل تنصيب ترامب

بعثت الولايات المتحدة الأمريكية إلى المملكة المغربية برسائل طمأنة متتالية حول ملف الصحراء، قبيل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب لولاية ثانية.

وسبق تنصيب ترامب الذي يتم في 20 من يناير 2025، مؤشرات عديدة حول ثبات الموقف الأمريكي من مغربية الصحراء، كان أبرزها تصريحات عضو الكونغرس الأمريكي، جو ويلسون، خلال جلسة عمومية للكونغرس، الأربعاء 15 يناير الجاري، الذي “نوه بالشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، محذرا من جبهة البوليساريو والدعم الذي تتلقاه من “إيران وكوبا لأجل زعزعة استقرار المغرب”.

وأعقب ذلك تصريح وزير الخارجية الجديد ماركو روبيو، بشأن التأكيد على اعتراف بلاده بمغربية الصحراء ودعوته الدول الإفريقية للاحتذاء بالمغرب كنموذج اقتصادي صاعد”، وكان آخر هذه المؤشرات نشر الخريطة كاملة من طرف وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “cia”  وتذكيرها الصريح باعتراف بلادها بمغربية الصحراء.

فما دلالات كل هذه المؤشرات بشأن ملف الصحراء، وما الذي قد يتبعها من تغيير في مسار ملف الصحراء المغربية؟

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

في هذا السياق، أكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “لا أحد يشك في وجود مؤشرات قوية لاستمرار العلاقات في أحسن مستوياتها بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، أولا في ما تم بناؤه على المستوى الاقتصادي، فالمغرب هو الدولة الإفريقية الوحيدة التي وقعت اتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية مما أدى إلى تنمية العلاقات التجارية بين البلدين، اقتصاديا واستثماريا، نجد هناك مستويات متصاعدة من العلاقات بين الجانبين”.

وأشار الشيات، في حديثه لـ”آشكاين”، إلى أنه “على المستوى الأمني نجد أن المغرب يحتضن سنويا مناورات الأسد الإفريقي التي تعد أكبر مناورات أمريكية في القارة الإفريقية، لمكافحة ومجابهة الظواهر الشاذة أمنيا في القارة الإفريقية”.

 على المستوى السياسي، يضيف المتحدث “نجد التوافقات الحاصلة فيما يتعلق بالعديد من القضايا، سواء داخل الأمم المتحدة في منابر ومنظمات أخرى، وأكبر مرتكز ترتكز عليه العلاقات اليوم، هو الموقف الأمريكي من قضية الصحراء، الذي يعترف بالصحراء بكونها مغربية وبفتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة في إدرة ترامب السابقة”.

ولفت الانتباه إلى أن “واليوم كل المؤشرات تذهب في أن تكون الأقاليم الجنوبية مرتكزا أيضا لتنمية الاستثمارات والتوافق مع الرؤية الأمريكية الاستراتيجية فيما يتعلق بالقارة الإفريقية التي يضعها المغرب، سواء في القارة الافريقية أو في الواجهة الأطلسية أو مع مناطق داخل القارة إفريقيا، بما فيها منطقة الساحل والصحراء”.

وشدد على أن “هذا الأمر سيتعزز لا شك باندماج ودخول الولايات المتحدة الأمريكية بقوة في الأقاليم الجنوبية من أجل تعزيز الاستثمارات والانفتاح من جديد على القارة الإفريقية، لمجابهة التحديات الاستراتيجية الخاصة بها، خاصة في مجابهة التمدد الصيني”، حيث ترامب يضع أولويات المجابهة الاقتصادية والتجارية مع الصين”.

وأبرز الخبير في العلاقات الدولية أن “هذه المعطيات كلها  تصب في أن تكون المرحلة المقبلة  مرحلة تنزيل هذه الرؤى وهذه التصورات المتقطعة والمتطابقة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية في مجالات عدة، مع احترام شروط الإدارة الامريكية التي هي أكثر براغماتية وواقعية ، ويجب على المغرب أن يحافظ على هذا الجانب الواقعي والبراغماتي ، للحفاظ على المكاسب التي يمكن أن يجنيها، وربما حتى لطي هذا ملف الصحراء بطريقة نهائية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
said
المعلق(ة)
21 يناير 2025 13:41

ترامب سيغادر بعد 4 سنوات ثم سيأتي رئيس ٱخر
ثم ربما سيتم تحديث الخريطة من جديد
ثم يأتي رئيس ٱخر و هكذا إلى ما لانهاية
طيب هل حدثت الأمم المتحدة الخريطة ؟
الاتحاد الإفريقي ؟
باقي المنظمات الدولية ؟
غووغل ؟
الخريطة لن تحل النزاع القائم منذ 50 سنة

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x