2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
استيراد 28 طناً من الركام عبر معبر باب سبتة يؤشر على سوق جديدة لمواد البناء المغربية

بدأت مدينة سبتة المحتلة تشهد دينامية تجارية جديدة عبر الجمارك التجارية بين الثغر المحتل والفنيدق، تمثلت في دخول شحنات متكررة من مواد البناء، خصوصاً الرمل والحصى وأيضا الركام (الردمة)، عبر المعبر الجمركي التجاري مع الفنيدق، آخرها يوم الجمعة 2 ماي الجاري، حيث دخلت شاحنة محملة بـ28 طناً من الركام، في سابع عملية استيراد ناجحة منذ انطلاق هذه المبادلات في 26 مارس الماضي.
هذه العمليات المنتظمة أصبحت وفق صحيفة “إل فارو” الإسبانية تشكل مساراً ثابتاً في سلسلة التوريد بقطاع البناء بسبتة المحتلة، خصوصاً بعد أن أثبتت التجربة فعاليتها من حيث جودة المواد وتكلفتها. وتشير التقديرات إلى أن استيراد الركام المغربي، التي يتم توجيه بعضه نحو إسبانيا عبر ميناء سبتة المحتلة، يتيح تقليصاً في تكلفة المنتج النهائي بنسبة تصل إلى 20% مقارنةً بالواردات القادمة من شبه الجزيرة الإيبيرية.
في أبريل وحده، تمت خمس عمليات مماثلة شملت شحنات من الرمل والحصى، تراوحت حمولتها بين 25 و28 طناً، ما يعكس تنامي اعتماد المقاولين المحليين على هذه السوق المغربية. نجاح أولى العمليات شجع على استمرار الاستيراد بشكل شبه يومي، دون تسجيل مشاكل تذكر، وهو ما يعزز الثقة في هذا المسار التجاري الجديد.
اللافت أن هذه المبادرات تتم بمبادرة مباشرة من الفاعلين الاقتصاديين، في ظل حياد نسبي للسلطات الإسبانية، التي لا تتدخل إلا في حال حصول طارئ أو تعقيدات إدارية. ويُنتظر أن تقدم الحكومة الإسبانية تقييماً رسمياً لهذا المسار الجديد خلال الأيام المقبلة داخل البرلمان.
في المقابل، فشلت بعض المحاولات الأخرى لتوسيع سلة الواردات، مثل استيراد الأسماك، التي توقفت بعد عملية واحدة. أما الصادرات من سبتة المحتلة إلى المغرب، فاقتصرت على شحنتين فقط، دون أن تحقق الجدوى التجارية المرجوة، ما يجعل من واردات مواد البناء حالياً العصب الرئيسي للحركة عبر المعبر الجمركي.