2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

لحسن الجيت
شن الإعلام الجزائري حملة مفضوحة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة. وهي حملة أقل ما يقال في حقها أنها متخلفة ولا علاقة لها بالمهنية المطلوبة وهي في ذلك تفتقر لأبجديات ما ينبغي أن يكون عليه المحترف من كفاءة عالية تساعد على إيصالالرسالة المراد تمريرها. إنها بكل بساطة فضيحة إعلامية كانت لها ارتدادات على أصحابها ومدبريها، وقدمت خدمة كبيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
المشاهد العادي والبسيط للشريط الذي تداوله إعلام الجنرالات وتداولته وسائل التواصل الاجتماعي يكتشف من أول وهلة ودون عناء التناقض الصارخ في الصور التي تناقلها ذلك الشريط بين تلك التي تعود بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى منتصف القرن الماضي على أنها صور حديثة العهد بنية أن هذه الدولة الشقيقة دولة مازالت متخلفة، وبين صور أخرى تقدم الجزائر كما هي حاليا في محاولة لإظهار التناقض الصارخ بين البلدين وأن الجزائر أصبحت متقدمة والإمارات “كدويلة” بتعبير التقرير ما زالت لغاية الآن دولة متخلفة.
ونحن في هذا الصدد فإن دولة الإمارات العربية المتحدة ليست بحاجة لمن يدافع عنها، فواقعها يحميها ويدافع عنها والتطور الذي يعرفه هذا البلد شاع صيته وأصبح يعرفه القاصي والداني على صعيد المعمور، كل مظاهر التقدم والازدهار أخذت لها معنى حقيقيا في هذا البلد الشقيق أحدث ما هو موجود في العمران من تكنولوجيا وغيرها يقف عليها الزائر لهذا البلد منذ أول خطوة له في مطارات دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي مطارات قل نظيرها في العالم، وإن قارنتها مع مطار هواري بومدين فإننا قد نحط من قيمة المطارات الإماراتية ونبخس كل الجهود التي تبذلها قيادة هذا البلد. . أسطولها الجوي أخذ شهرة عالمية في توفير الراحة وتقديم الخدمات بينما خردة الطائرات الجزائرية ومن يستقلها فهو قد يخاطر بنفسه في رحلة قد تنتهي به إلى ما لا يحمد عقباه.
وإن كان ذلك الشريط يظهر الإمارات في زمن الإبل بالاستعانة بصور الظاهر أنها قد اقتطعت من مسلسلات تاريخية، فقد نسي أصحاب ذلك الشريط أن الإبل هي جزء من تاريخ هذه الحضارة وأين هو العيب في ذلك إن حدث تمسك بهذا الموروث التاريخي والحضاري. بل العيب أن يتنكر النظام الجزائري للتطور المذهل والحاصل في وسائل النقل والتنقل الذي تعيش دولة الإمارات العربية على إيقاعه. أحدث ما أنجبت التكنولوجيا في مجال النقل عبر العالم تجده في دبي وأبوظبي وباقي الإمارات من قبيل “الطاكسيات الطائرة” و”ترامويات” الحديثة والطرق السيارة “الهاي واي” التي تشكل شبكة عالية الجودة ما بين المدن والإمارات.
وفي مجال العمران ، يقدم الشريط المشؤوم، وبدون وجل ولا حياء، أن ساكنة الإمارات ما زالت تعيش على الخيام. في قلب الصحاري وتحت رحمة العواصف الرملية. ومهما حاول هذا الإعلام الجزائري المتخلف أن يكذب ثم يكذب فهو لا يستطيع أن يحجب الشمس بالغربال. نور الإمارات نور لا يقاوم ولا ينطفأ ساطع غصبا عن الكارهين . هناك بروج لا تحصى ولا تعد مشيدة ومجهزة بأحدث التكنولوجيا. هذه التكنولوجيا مكنت الأشقاء أن يسكنوا فوق البحر وتحت البحر. جزيرة النخلة في دبي شاهدة على الرقي في العمران وفندق “أتلانتيس” نموذج حي للعيش في رخاء تحت البحر.وعلى النقيض من ذلك لم يتمكن النظام الجزائري تأمين السكن لأبناء الجزائر حتى ولو على اليابسة.
ولذلك، فإن أهم ما كشفت عنه هذه الفضيجة الإعلامية وهو ذلك الإحساس بالدونية الذي ينتاب حكام الجزائر أمام ما حققته دولة الإمارات العربية من تقدم ورقي وازدهار تجاوز الجزائر بمئات من السنوات الضوئية. ومن المؤكد أن هذا التفاوت بين بلد متقدم وآخر متخلف هو الذي حمل القائمين على الثاني أن يتطاولوا حقدا وحسدا على دولة أصبحت في عداد الدول التي لها وزن على الصعيد العالمي مما أهلها أن تكون عضوا في “البريكس” وأن ترفض عضوية الجزائر لأنها بكل بساطة لا تتوفر على المعايير المطلوبة لدولة وازنة في هذا العالم. فهي دولة مضروبة وليست قوة ضاربة كما يكذب الرئيس تبون على الشعب الجزائري.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.