2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

استقبل وزير الداخلية الموريتانية، محمد أحمد ولد محمد الأمين، الثلاثاء 13 ماي الجاري، بمكتبه في نواكشوط، في لقاءين منفصلين، سفيرا الجزائر والمغرب لدى موريتانيا.
وحسب ما نقلته تقارير إعلامية موريتانية عن بيان لوزارة الداخلية، فإن الوزير الموريتاني استقبل بمقر الوزارة السفير الجزائري في نواكشوط أمين صيد، مشيرة إلى أن اللقاء بحث علاقات التعاون المتميزة بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها، خاصة في المجالات الموكلة لقطاع الداخلية وترقية اللامركزية والتنمية المحلية، دون تفاصيل أكثر.

وبنفس العبارات، أصدرت وزارة الداخلية الموريتانية، تضيف المصادر ذاتها، أن ولد محمد الأمين، استقبل أيضا في لقاء آخر في نفس اليوم السفير المغربي حميد شبار، مؤكدة أن “اللقاء بحث علاقات التعاون المتميزة بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها، خاصة في المجالات الموكلة لقطاع الداخلية وترقية اللامركزية والتنمية المحلية”، دون ذكر تفاصيل أوفى عن فحوى اللقاء.

وشكل الاستقبال الموريتاني لسفيري المغرب وموريتانيا بشكل شبه متزامن، مثار تساؤلات عريضة عن دلالات وخلفياته والرسائل التي تريد موريتانيا بعثها من خلاله إلى المغرب والجزائر؟
في هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية ومدير “مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية، عبد الفتاح الفاتحي، أن “موريتانيا تحرص على ضبط المسافة في حدود متوازنة بين المغرب والجزائر، وهي بهذا الترتيب للقاء سفيري البلدين ترسل إشارات بأنها تجد نفسها في حرج شديد تجاه تدبير سلوكاتها في علاقاتها مع البلدين، وهو ما يفرض عليها مراعاة لحساسية تجاه أي تحول لموقفها المتعلق بالحياد الإيجابي من النزاع في الصحراء”.
وأوضح الفاتحي، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “دلالة تدبير هذا اللقاء وفق هذا الحرص، ليعكس مساعي موريتانيا لقيادة حوار ثلاثي لحل الخلافات الإقليمية، طالما أن حافظت على الحياد اللازم في تعاطيها مع البلدين من خلال مختلف العلاقات التي تقيمها معهم”.

وأبرز أن “تدبير اللقاء على هذا المستوى ووفق نفس التنسيق والتوقيت والموضوع، ليجعل نواكشوظ أقرب إلى دعوة البلدين إلى حوار للتعاون في مشاريع إقليمية وجهوية، ورأب الخلاف الذي فوت على المنطقة استثمارات اقتصادية هامة وللتحكم في التحديات الأمنية بدعم أسس التعاون الثنائي”.
ونبه المتحدث إلى أن “الاجتماع يأتي في وقت تسود فيها الحاجة إلى براغماتية حتمية، لتعزيز العوائد الاقتصادية لصالح موريتانيا في علاقاتها مع البلدين، بدل إبقاء المنطقة في حالة احتراب بيني دائم”.
وشدد على أن “دافع دعوة الجزائر إلى حوار ثلاثي للتطبيع دافع قناعة موريتانية نحو الحاجة الماسة إلى إنهاء الخلاف البيني، وهي بذلك تستشعر حاجة الجزائر إلى وساطة لواقع عزلتها مع مختلف دول الجوار، وهو ما يمنح موريتانيا جرأة أكبر لتنبه الجزائر ودفعها على حوار متوازن تضمنه، وباستغلال لليد الممدودة مغربيا، واستغلال الزخم الحالي حول قضية الصحراء، لتجاوز الخلافات بعيدا على الوساطات الدولية قبل فوات الأوان”.
وخلص إلى أن “موريتانيا تعطي الانطباع لدى الجميع بأنها تمتلك الشروط اللازمة من الحياد المطلوب لتكون منصة نموذجية للحوار وتطبيع العلاقات بين البلدين، وتجاوز خلاف النزاع حول الصحراء، باستشعار التطورات الحاصلة في الملف، وللتسريع في استكمال بناء الاتحاد المغاربي وتخفيف مساعي جزائرية لجر موريتانيا إلى خندقها”.