2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أحمد البواري: مهندس الماء وحامل مشروع تجديد الفلاحة المغربية

في زمن تتزايد فيه تحديات التغير المناخي وضغوط الأمن الغذائي، يبرز اسم أحمد البواري كواحد من أبرز وجوه الحكومة المغربية الجديدة. رجل تقني بامتياز، وسياسي صاعد بذكاء هادئ، يحمل في جعبته أكثر من ثلاثين سنة من الخبرة في مجال تدبير الماء والتنمية الفلاحية، ويقود اليوم مشروعاً إصلاحياً طموحاً على رأس وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
من وزان إلى قلب الدولة

وُلد أحمد البواري سنة 1964 بإقليم وزان، وبدأت رحلته التعليمية من الدار البيضاء حيث انتقل في سن مبكرة للالتحاق بشقيقه الأكبر. تابع دراسته في مدرسة طنطاوي ثم إعدادية غاندي، قبل أن يحصل على شهادة الباكالوريا في العلوم الرياضية من ثانوية مولاي إدريس الأول سنة 1983.
رغبته في خدمة الأرض والمجال دفعته للالتحاق بـ معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، حيث حصل على دبلوم الزراعة العامة سنة 1987، ثم على دبلوم مهندس دولة في الهندسة القروية سنة 1990. وعلى الرغم من مساره العملي المبكر في الوزارة، لم يتوقف عن تطوير نفسه، إذ نال سنة 2019 ماجستير تنفيذي في إدارة الأعمال من مدرسة الأعمال EM Lyon بالدار البيضاء، في خطوة تؤكد توازن شخصيته بين البعد التقني والقيادي.
ثلاثون سنة من العمل الميداني والتخطيط الاستراتيجي

منذ انضمامه إلى وزارة الفلاحة سنة 1990، تدرج البواري في عدة مناصب داخل الإدارة المغربية، وتخصص في مجالات الهندسة القروية، والتهيئة الهيدروفلاحية، وإعداد المجال، إلى أن تقلد سنة 2013 منصب مدير الري وإعداد المجال الفلاحي. ومن هناك، قاد عدداً من أضخم مشاريع البنيات التحتية المائية بالمغرب، منها:
محطة تحلية مياه اشتوكة التي ضمنت التزود بمياه الشرب لأكادير ودعّمت الفلاحة في سوس.
مشاريع نقل المياه الكبرى مثل: الربط بين سبو وأبي رقراق، وسد وادي المخازن وسد دار خروفة، والربط بمحطة تحلية الجرف الأصفر.
مشروع الداخلة المبتكر، الذي يجمع بين تحلية مياه البحر والطاقة الخضراء لري 5000 هكتار.
مشروع حماية سهل سايس من التدهور المائي.
كما اضطلع بأدوار قيادية في الهيئات المهنية، من بينها: رئاسة جمعية مهندسي الهندسة القروية بالمغرب، والشبكة المغربية متعددة المهن للري، وعضوية اللجنة الدولية للري والتنمية المستدامة.
وزير في قلب التحول الفلاحي

مع تعيينه وزيراً سنة 2024، وجد البواري نفسه على رأس قطاع يواجه تحديات معقدة: جفاف متكرر، ارتفاع أسعار المدخلات، وضغوط الإنتاج والتسويق. لكنه لم يتردد، وأطلق مراجعة شاملة لسياسات الدعم وتدبير الموارد المائية، مركزاً على:
الانتقال إلى فلاحة ذكية ومستدامة.
تشجيع استعمال الطاقات المتجددة.
دعم الفلاحة التضامنية وتمكين الشباب والنساء القرويات.
إعادة تنظيم سلاسل الإنتاج وخفض كلفة المواد الأولية.
البواري داخل الحزب… مهندس برؤية سياسية
سياسياً، يُعد أحمد البواري أحد النماذج الناجحة لدمج الكفاءة التقنية في العمل الحزبي. فقد التحق مبكراً بحزب التجمع الوطني للأحرار، وأصبح من رموزه التقنية والتنظيمية، إذ يترأس هيئة المهندسين التجمعيين، التي تم تجديد الثقة فيه لرئاستها، ما يعكس موقعه كمرجع مهني داخل الحزب وقدرته على التأطير والمساهمة في بلورة السياسات العمومية.
معرض مكناس… واجهة تنظيمية ودبلوماسية

من أبرز محطات بداية ولايته، إشرافه على تنظيم المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، الذي شكّل منصة للتعريف بتطور القطاع المغربي، واستقطاب المستثمرين والشركاء الدوليين، في سياق تعزيز التعاون جنوب-جنوب وتكريس دور الفلاحة كقاطرة تنموية.
مزيج من الانضباط الهندسي والرؤية السياسية
إن أحمد البواري اليوم ليس مجرد وزير تقني، بل رجل دولة يحمل رؤية شاملة، نابعة من عمق تجربته الميدانية والعلمية والحزبية. يجمع بين الانخراط الإداري، الحس الاستراتيجي، والالتزام السياسي، ما يجعله أحد الوجوه البارزة في مغرب يسعى إلى بناء نموذج تنموي جديد، أكثر عدلاً واستدامة وذكاءً في التعامل مع موارده ومجالاته الحيوية.
Emlyon في خبر كان ،كم العمولة التي تحصلون عليها من اجل التلميع
ثلاثون سنة في الفلاحة يعني يتحمل جزء من المسؤولية على ما الت اليه الامور كيف سيجدد ما شارك في وضعه غريب