2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بين تراجع الفعل الميداني وتشرذم الخطاب.. مناظرة وطنية لتوحيد صف الحركة الأمازيغية

في ظل ما تعتبره فئة واسعة من مكونات الحركة الأمازيغية وضعًا صعبا يتسم بالجمود والتشتت وتراجع الفعل الميداني والخطاب الموحد، تستعد الجامعة الصيفية لأكادير لتنظيم مناظرة وطنية مرتقبة تجمع الإطارات والفاعلين والباحثين الأمازيغ من مختلف ربوع المغرب. وتأتي هذه الخطوة في إطار إعادة تحريك دينامية العمل الأمازيغي وتجديد أدواره في السياق الوطني الراهن.
وتنظم هذه المناظرة، التي صادق عليها المجلس الإداري للجامعة الصيفية، كجزء من مهامها التاريخية في بناء وتطوير الخطاب الأمازيغي، وخلق فضاءات للنقاش الجاد حول التحولات الوطنية والإقليمية، واستشراف آفاق الحضور الأمازيغي في السياسات العمومية والثقافية بالمغرب.
وفق المعطيات التي حصلت عليها “آشكاين”، فإن هذا اللقاء يسعى إلى معالجة “وضعية اللبس والفراغ” التي تحيط بالفعل الأمازيغي في المرحلة الحالية، والتي تُستغل في كثير من الأحيان بشكل سلبي على وسائل التواصل الاجتماعي، ما ينعكس على وحدة الرؤية وضعف التأثير في القضايا الوطنية.
كما ستتيح المناظرة المشار إليها، فرصة لتقييم وضعية اللغة والثقافة الأمازيغية، إلى جانب طرح إشكاليات التنمية الترابية في مختلف المناطق المغربية، ومحاولة الخروج بتصورات جماعية وواقعية تقوي موقع الحركة في حاضر ومستقبل المغرب.
ويرتقب أن تعرف المناظرة التي تحتضنها “عاصمة وسط المملكة” مشاركة عدد هام من التنظيمات والمشاريع والباحثين والفاعلين، في تاريخ وبرنامج تفصيلي ستعلن عنه الجامعة الصيفية في بلاغ رسمي لاحقًا. وينتظر أن محطة فارقة لا فقط في استعادة بوصلة الخطاب الأمازيغي، بل أيضًا في تعزيز التنسيق وتوحيد الجهود بين مختلف الأطراف الفاعلة في مجال الأمازيغية.
وفي وقت تشهد فيه الساحة الوطنية تحولات متسارعة، تراهن مكونات الحركة الأمازيغية على أن تكون مناظرة أكادير لحظة للتأمل الجماعي والوضوح الاستراتيجي، بعيدًا عن التجاذبات، وبهدف استعادة زخم النضال الأمازيغي برؤية متجددة وموحدة.
وتأتي هذه المناظرة في سياق تتعالى فيه داخل أوساط الحركة الأمازيغية دعوات متزايدة لتأسيس حزب سياسي ذو مرجعية أمازيغية، في ظل شعور متنامٍ لدى عدد من الفاعلين بأن التراكم الثقافي والمدني لم يعد كافيًا لمجاراة التحولات السياسية والاجتماعية الجارية. وهو ما يضفي على هذه المناظرة بعدًا استراتيجيًا قد يتجاوز النقاش الثقافي التقليدي نحو تفكير في أفق تنظيمي جديد للحركة.
تشكيل الاحزاب على اسس دينية اوعرقية، او على اساس اللون او اللغة، خراب للمجتمع وحجر عترة نحو بناء مجتمع ديمقراطي وعادل.