لماذا وإلى أين ؟

“صحراويون من أجل السلام” تحقق اختراقًا دبلوماسيًا مزدوجًا بمعاقل البوليساريو

في تحرك سياسي لافت يعزز حضورها الإقليمي والدولي، ويمثل ضربة دبلوماسية جديدة لجبهة البوليساريو، سجّلت حركة “صحراويون من أجل السلام” نقطتين مهمتين في ظرف أسبوع، من خلال مشاركتها النوعية في أشغال الأممية الاشتراكية للنساء بمدينة اسطنبول التركية، وحصول شبيبتها على عضوية كاملة داخل اتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية العربية، في مؤتمره المنعقد بالعاصمة المغربية الرباط.

جاءت أولى الخطوات يومي 21 و22 ماي الجاري، حين شارك وفد نسائي يمثل حركة “صحراويون من أجل السلام” لأول مرة في أشغال الأممية الاشتراكية للنساء، في محطة سياسية تحمل دلالات قوية، إذ شكّلت – حسب ما صرّحت به الحركة – كسرًا لاحتكار جبهة البوليساريو الإنفصالية للتمثيل السياسي باسم الصحراويين في المحافل الدولية، وفتحت الباب أمام بديل مدني سياسي جديد يعبر عن صوت جزء من الصحراويين داخل وخارج الأقاليم الجنوبية.

وفي تتويج آخر لحضورها المتصاعد، تمكنت شبيبة الحركة، صباح أمس الأربعاء 28 ماي الجاري، من الحصول على صفة العضو الكامل داخل اتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية العربية، خلال المؤتمر العام الذي تحتضنه الرباط بين 27 و30 ماي الجاري، بمشاركة عشرات التنظيمات الشبابية اليسارية من مختلف الدول العربية.

وقد خُصّصت جلسة رسمية لمناقشة عمل الاتحاد والمصادقة على الوثائق والمقررات، تخللتها لحظة الاعتراف الرسمي بعضوية “شبيبة صحراويون من أجل السلام”، وهو اعتراف سياسي بمنظور شبابي جديد داخل الساحة الصحراوية، ويُعد انتصارًا آخر للحركة في سعيها لكسر الأحادية السياسية التي حاولت البوليساريو فرضها على مدى عقود.

وتعتبر مشاركة “صحراويون من أجل السلام” في المؤتمر فرصة لتعزيز وتقوية حضور الشباب الصحراوي داخل التجمعات الإقليمية، وتقديم مقاربة مختلفة في تعاطيها مع قضية الصحراء، تنطلق من منطق السلم، والتعددية، والتعبير المدني، بدل لغة الاحتكار والتصعيد.

وتواصل حركة “صحراويون من أجل السلام”، بهذا المسار المتسارع، فرض نفسها كفاعل جديد في المشهد السياسي المرتبط بالصحراء، من خلال بوابة العمل المدني والسياسي، حيث استطاعت أن تُسجّل حضورها في محافل لم تطرقها أصوات أخرى تمثل الصحراويين، وتفتح بذلك آفاقًا جديدة أمام الحركية السياسية داخل الأقاليم الجنوبية، في سياق إقليمي ودولي يتطلب الانفتاح والتعددية وتوسيع قاعدة التمثيل.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x