لماذا وإلى أين ؟

تحرك الجزائر في كينيا محاولة لكبح موقفها من مغربية الصحراء (باحث)

التقى سفير الجزائر لدى نيروبي، ماحي بومدين، الأربعاء 28 ماي الجاري، برئيس مجلس النواب الكيني موسى ويتانجولا، بعد ساعات من إعلان كينيا دعمها لمخطط الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل بشأن مغربية الصحراء.

ونشر رئيس مجلس النواب الكيني، موسى ويتانجولا، تغريدة عبر حسابه بـ”إكس تغريدة، تحدث فيها عن خطوط عريضة عن اللقاء المذكور، مشيرا إلى أنهما “ناقشنا المصالح الثنائية المشتركة، واستكشفنا سبل تعزيز الدبلوماسية البرلمانية بين بلديهما”.

لكن المتابع للشأن الدولي والمغاربي عموما لا يمكن أن يفصل هذه الزيارة عن سياقها الزمني والسياسي، والتي جاءت بعد 24 ساعة من زيارة وزير خارجية كينيا، موساليا مودافالي، إلى المغرب وتعبيره عن دعم بلاده الصريح لمخطط الحكم الذاتي.

 كما أن رئيس مجلس النواب الكيني يعتبر أحد أبرز الوجوه المؤثرة في كينيا التي تدعم البوليساريو، بل إن تقارير إعلامية سابقة، تحدثت عن كونه يقف وراء إقناع رئيس كينيا، وليام روتو، في حذف تغريدته التي أعلن، فيها، شتنبر 2022، أن بلاده قررت العدول عن اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” المزعومة والشروع في خطوات إغلاق تمثيليتها في نيروبي، وهو ما يجعل هذا التحرك الجزائري في نيروبي ذو دلالات متعددة.

الباحث في الدراسات السياسية والدولية، حفيظ الزهري

وفي هذا الصدد، يرى الباحث في العلاقات الدولي، عبد الحفيظ الزهري،  أن “الموقف الكيني الأخير، القاضي باعتراف الحكومة الكينية بالحكم الذاتي كحل وحيد لنزاع الصحراء، قد أغاض كثيرا النظام العسكري الجزائري، وبالتالي، فهذه التحركات الأخيرة لمحاولة إقناع الحكومة الكينية بالتراجع عن موقفها، وهو ما كان متوقعًا من قبل المراقبين”.

وأوضح الزهري، في حديثه لـ”آشكاين”، أنه “منذ انتخاب الرئيس الحالي لكينيا، قامت الجزائر،  بالتعاون مع حليفتها جنوب إفريقيا، بممارسة مجموعة من الضغوط على السلطات الكينية لثنيها عن الاعتراف بمغربية الصحراء”.

وشدد على أنه “رغم هذه الضغوطات إلا أن هذه الزيارة، لها وقع خاص على العلاقات المغربية-الكينية، وستكون لها نتائج مهمة فيما يخص تعامل الحكومة الكينية مع قضية مغربية الصحراء، مهما كانت الضغوطات الجزائرية”.

واعتبر المتحدث أن “لقاء السفير الجزائري لدى كينيا مع أحد داعمي الأطروحة الانفصالية في النظام الكيني، رئيس مجلس النواب الكيني، يدخل في إطار الضغوطات الجزائرية الدائمة من أجل ثني كينيا عن التوجه نحو الاعتراف بمغربية الصحراء”.

وتابع أن “هذا اللقاء الذي جمع السفر الجزائري بالمسؤول الكيني، يُعتبر من المستوى الثاني وليس من المستوى الأول، لأنه ضم سفيرًا ورئيس مجلس النواب، وليس الرئيس أو رئيس الحكومة أو وزير الخارجية، كما هو الحال في زيارة وزير خارجية كينيا للمغرب، فهذا يبعث على التفاؤل بتطور العلاقات بين المغرب وكينيا”.

ولفت  الانتباه إلى أن “كينيا بدأت تدرك مصالحها بشكل أوضح، وأصبحت تدرك أن المغرب هو صاحب الحق في الصحراء وليس طرفًا آخر، كما أن كينيا تعرف جيدًا خلفيات الصراع، خاصة أنها استضافت في الماضي مؤتمر منظمة الوحدة الأفريقية الذي تم خلاله الاعتراف بالجمهورية الوهمية وانضمامها إلى الوحدة الإفريقية، والآن، أمام كينيا دور تاريخي لتصحيح الخطأ الذي ارتكب على أراضيها، والذي كلف العلاقات المغربية-الكينية كثيرًا، وعرفت جمودا كبيرا”.

وخلص إلى أن “النظام الجزائري،  كما هي عادته، فإن تحركاته لم تُسفر عن نتائج تذكر، وأصبح من الواضح أنه خسر الصراع مع المغرب على المستوى الإفريقي والعالمي، فهو مجرد متطفل على القضية، وليس حاملا لها، كما هو الحال بالنسبة للمغرب والمغاربة، كما أن النظام الجزائري يدرك على المستوى الأممي أن أنشودته الانفصالية قد شارفت على النهاية’.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x