2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

في خطوة لافتة، قام الجيش الموريتاني بمصادرة صواريخ تابعة لجبهة البوليساريو الإنفصالية، على الحدود الموريتانية، وفق ما نقلته مصادر إعلامية وحسابات صحراوية متطابقة.
وحسب المعطيات المتوافرة، فقد “استولت قوة من الجيش الموريتاني على مخزون صاروخي تابعة للناحية العسكرية الثالثة “ميجك”، حيث كان المخزون يتكون من 50 صاروخ گراد متوسط المدى كانت في احدى نقاط الإسناد بمنطقة “بودائرة ” القريبة من الريش”.
وأشارت ذات المصادر إلى أن “قادة البوليساريو أجروا عدة اتصالات مع الموريتانيين لأجل استعادة المخزون دون نتيجة تذكر”.
ويأتي هذا التطور اللافت بعد إعلان موريتانيا منطقة البريكة الحدودية منطقة عسكرية مغلقة وطرد مليشيا البوليساريو منها، ما يتيح المجال للتساؤل عن دلالات هذا التطور في التعاطي الموريتاني مع ميليشيات البوليساريو؟ وما هي انعكاساته على مسار الملف؟

وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “هناك أمرين متناقضين في الفهم الاستراتيجي لدى الجانبين، فالفهم الاستراتيجي الذي لدى مجموعة “البوليساريو” هو الفهم نفسه الذي كان لديها إبان الحرب الباردة والسبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي، وفي ذلك الوقت، كان الدعم الدولي والمعسكر الشرقي وقوات أخرى تمثل الحاضن لها، سواء كانت ليبيا أو الجزائر أو دول الشرق آنذاك أو غيرها”.
“هذا الأمر”، يسترسل الشيات في حديثه لـ”آشكاين”، جعل من موريتانيا “محطة استراحة بالنسبة للبوليساريو، لدرجة أنهم كانوا يهاجمون أحيانًا العاصمة نواكشوط، وحتى أن مصطفى الوالي قُتل على مشارف هذه المدينة”.
وتابع أن “هذا الفهم الذي لا يزال لدى البوليساريو، يعكس أن موريتانيا تأخرت جدًا في تأكيد سيطرتها على أراضيها، ومنع أي مجموعة، أيا كانت، من تنفيذ هجمات عسكرية على أي بلد آخر، وهذا الأمر كان يجب أن يُصحح منذ زمن بعيد، لكن تصحيحه اليوم محمود وإن كان متأخرًا”.
وأبرز الشيات أن “هذا الفهم الاستراتيجي لدى البوليساريو يقابله فهم آخر لدى الحكومة الموريتانية، التي تريد الآن أن تكون دولة لديها سيادة كاملة على أراضيها ومجالها الجوي والبري، وبالتالي، فبلا مجال لاستغلال أي جزء من ترابها لضرب أي بلد آخر”.
واعتبر المتحدث أن “هذا المبدأ أصبح الآن راسخًا لدى الحكومة الموريتانية، وتفسير التعامل المرن الذي كان المغرب يتعامل به مع موريتانيا باعتبارها دولة ضعيفة في مواجهة البوليساريو لم يعد قائمًا”.
وخلص إلى أن “هذا التحول يصب في صالح استقرار المنطقة، ومصادرة أي أسلحة غير مشروعة، والتعامل بحزم أكبر مع أي مجموعات مسلحة، ولن يكون شيئا مفاجئ في المستقبل القريب فيما يتعلق بهذه الأزمة”.