2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
إسرائيل تضرب بدقة وإيران ترد بعشوائية: قراءة في تفوق إسرائيل العملياتي

في خضم التصعيد غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، باتت طبيعة الضربات المتبادلة تعكس أكثر من مجرد استعراض عسكري؛ إنها لغة صاروخية تعكس ميزانًا مختلاً بين دقة مدروسة من جهة، وردود انتقامية عشوائية من جهة أخرى. فإسرائيل لا تضرب لمجرد الرد، بل تختار أهدافًا محددة بإتقان: قادة عسكريون، منشآت نووية، ومفاصل حيوية في هيكل النظام الإيراني. أما إيران، فترد بصواريخ ومسيرات تغيب عنها الدقة، وتبدو عاجزة عن تحقيق أي مكسب عسكري ملموس، باستثناء الضجيج الإعلامي.
في عملية جوية وُصفت بأنها من “أكثر الضربات دقةً وتخطيطًا”، شنت إسرائيل هجمات استهدفت القيادة العليا للحرس الثوري الإيراني، في سابقة تُظهر مدى اختراق تل أبيب للأمن الداخلي الإيراني. وأكدت مصادر غربية متقاطعة مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، من أبرزهم اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، واللواء محمد باقري، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، واللواء غلام علي رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء، الذراع العملياتي الأعلى للجيش الإيراني في حال الحرب.
كما طالت الضربات اللواء أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري والمسؤول المباشر عن البرنامج الصاروخي الإيراني، إلى جانب اللواء علي شادماني، الذي تم تعيينه حديثًا خلفًا لغلام علي رشيد في قيادة العمليات العسكرية الطارئة، لكنه قُتل بعد أيام فقط من تسلّمه مهامه، في ما اعتبره مراقبون ضربة استخباراتية موجعة. وأكمل الاستهداف بُعده الاستراتيجي عبر تصفية رئيس استخبارات القوات المسلحة الإيرانية، غلام رضا مهرابي، إلى جانب ستة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين، في رسالة واضحة بأن البرنامج النووي الإيراني لم يعد بعيدًا عن مرمى الضربات الدقيقة.
تلك الضربات الجوية لا تمثل فقط تصفية للأفراد، بل تعني تفكيك البنية الاستراتيجية لقيادة إيران العسكرية، وخلخلة منظومتها الردعية التي كانت تراهن عليها. وبالمقابل، جاء الرد الإيراني من خلال إطلاق عشرات الصواريخ والمسيرات باتجاه أهداف إسرائيلية، أغلبها سقط في مناطق مفتوحة أو تم اعتراضه بنجاح عبر أنظمة “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”، حسب خبراء عسكريين أجانب. ما أصاب بعضها لم يكن سوى مناطق مدنية أو بنى تحتية غير استراتيجية، ما أفرز انتقادات دولية وتشكيكًا متزايدًا في مدى دقة السلاح الإيراني.
الفرق هنا لا يتعلق فقط بنوع السلاح، بل بطبيعة العقلية العسكرية والاستخباراتية. فإسرائيل تخوض حربًا تستند إلى بنك أهداف دقيق، وتجمع بين التقنية والتخطيط الميداني، بينما تظهر إيران مرتبكة، تُطلق صواريخ بمدى بعيد ولكن بفعالية محدودة، وكأن الهدف منها إثبات القدرة لا تحقيق الضرر. هذا التفاوت يجعل من المشهد العسكري أكثر وضوحًا: طرف يوجّه ضرباته لشلّ مراكز القرار والتخطيط، وآخر يطلق العنان لردود عشوائية تُحدث ضوضاء أكثر مما تُحدث تأثيرًا.
النتيجة حتى الآن تشير إلى أن إسرائيل تمكنت من تعطيل جزء كبير من القيادة العسكرية الإيرانية وإرباك سلسلة القيادة داخل الحرس الثوري، بينما فشلت إيران في تحقيق أي اختراق مماثل على المستوى الاستراتيجي. وفي حال استمرت المعادلة على هذا النحو، فإننا أمام نموذج جديد للحرب في الشرق الأوسط، حيث يتفوّق الذكاء والتخطيط على الكمّ والانفعال.
كل ما قلته لا يهم لان المهم هو من الظالم ومن المظلوم.
اذا عرفت هذا الأمر فطبق قول الله تعالى ولا تركنوا إلى الذين ظلموا.
اللهم عليك بالصهاينة الغاصبين ومن ولاهم الى يوم الدين