لماذا وإلى أين ؟

في أول حوار لها.. البراهمة تكشف لـ”آشكاين” الأولويات المطروحة على AMDH وكيفية مواجهتها

جرى انتخاب المحامية سعاد براهمة رئيسة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان (AMDH)، التي تُوصف بأنها أكبر جمعية حقوقية في المغرب.

في هذا الحوار الحصري، نستكشف مع سعاد براهمة رؤيتها للمرحلة المقبلة، ونتناول معها أبرز المهام التي تراها ملقاة على عاتقها كقائدة جديدة لهذه القلعة الحقوقية.

كما نسألها عن الملفات ذات الأهمية القصوى التي تستحق أن تكون محط ترافع حقوقي مكثف داخل الجمعية في المرحلة الراهنة، خصوصا وأنها تقود الجمعية في مرحلة دقيقة ومفصلية.

وتطرح تساؤلات ملحة حول التصور الذي تملكه براهمة لاستعادة الجمعية وهجها وقوتها، والذي يرى البعض أنه تراجع بشكل أو بآخر خلال السنوات الأخيرة. هل تمتلك استراتيجيات جديدة لإعادة تنشيط دور الجمعية في الدفاع عن الحقوق والحريات، وتقوية حضورها على الساحة الوطنية والدولية؟ وما هي آلياتها لتعزيز انخراط القاعدة وتوسيع تأثير الجمعية؟

إليكم نص الحوار:

  • ما هي المسؤوليات التي تعتبرينها ذات أولوية بالنسبة لك بعد انتخابك كرئيسة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان؟

الحقيقة أن انتخابي كرئيسة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أكبر جمعية حقوقية في المغرب أو المنطقة المغاربية والشرق أوسطية ، يشعرني بثقل وجسامة المسؤولية أكثر من أي شعور آخر. أعرف وأنا عضوة المكتب المركزي لولايتين أن هذا المنصب ليس مجرد لقب أو موقع رمزي، بل هو التزام يومي وصادق بقضايا الناس وهمومهم وخاصة أولئك الذين لا صوت لهم.
من مهامي الأساسية هو الحفاظ على استقلالية الجمعية ووحدة صفها، وخطها الكفاحي ، وأن أحافظ على مصداقيتها، لأن قوة الجمعية تكمن في مصداقيتها.

  • ما هي القضايا أو الملفات التي تعتبرها البراهمة اليوم ذات أهمية وتستحق التركيز عليها لتكون موضوع ترافع حقوقي ضمن أنشطة الجمعية؟

هناك تحديات كثيرة تنتظرنا: تراجع الحقرق والحريات، محاولات التضييق، توسيع الفجوة بين الجهات، إستشراء الفساد واستفحال الإستبداد وتفاقم معاناة فئات كثيرة، من نساء، شباب، مهاجرين، معتقلين، عمال وعاملات، فلاحين كادحين وكادحات وأشخاص في وضعيات هشة. دوري اليوم هو أن أسعى إلى جانب رفاقي بالجمعية إلى النهوض بحقوق الانسان ، وتوسيع قاعدة المنخرطين بالجمعية ، وخاصة الشباب والنساء، لأنهم هم طاقة التغيير.

أريد أيضًا أن نُقوِّي حضورنا في الميدان، أن نسمع الناس ونتكلم بلغتهم، أن نكون قريبين من الواقع لا فقط من التقارير. الجمعية ليست نخبًا تتكلم عن الحقوق من بعيد، بل ناس يؤمنون أن الكرامة لا تُمنَح، بل تُنتَزع بالنضال والعمل الجماعي.

أنا اليوم لا أنطلق من فراغ بل من تراكم صنعه الذين سبقوني رجالا ونساء بنضالهم وصبرهم وصمودهم، كما أني لن أقود الجمعية وحدي، بل لأكون جزءًا من فريق متمرس متناسق يشتغل بصدق، وينفتح على كل المبادرات الصادقة. وأتمنى أن أكون في مستوى ثقة رفاقي ودعمهم وتشجيعهم لي ولي اليقين اني معهم وبهم سنحدث الفرق..

هل لديك خطة لاستعادة الجمعية لقوتها وبريقها اللذين تراجعا إلى حد ما في السنوات الأخيرة؟

يمكن اجمال المهام أو التحديات المطروحة على الجمعية في 4 أو 5 تحديات وهي تحديات تواجه العمل الحقوقي ومعه والحركة الحقوقية عموما بالمغرب

  1. كيفية مواجهة تراجع الدعم الدولي لحقوق الإنسان، بفعل انسحاب عدد من القوى العالمية من الدفاع عن المرجعية الكونية لهذه الحقوق، ما أثر على مناخ الدعم الإقليمي وخاصة في دول الجوار كالمغرب وسبل مقاومته.
  2. سبل تأطير النضال من أجل مواجهة تصاعد المنع والتضييق على الجمعية، حيث تعاني AMDH منذ أكثر من عشر سنوات من منع استعمال الفضاءات العمومية، وحرمان فروعها من الوصولات القانونية، إلى جانب الحصار الإعلامي وغياب أي تمويل رسمي أو خارجي.
  3. الحاجة إلى تجديد الخطاب والأدوات التنظيمية، وآليات الاستقطاب في ظل تراجع عدد المنخرطين، لأسباب موضوعية وذاتية، وتغير السياقات الاجتماعية والسياسية، حيث دعت الجمعية إلى مراجعة مناهجها وآليات تواصلها مع الفئات المجتمعية المتأثرة.
  4. ضعف الموارد البشرية والمالية، إذ تعتمد الجمعية حالياً على التمويل الذاتي والتطوع ، مما يحد من قدرتها على التوسع والعمل الميداني، خاصة في ظل غياب الدعم الدولي والتضييق المحلي.
  5. الإهتمام أكثر بالمجال التشريعي، وذلك بالترافع من اجل تشريعات تضمن الحقوق والحريات ،لا أن تكون سيفا مسلطا للتضييق والحرمان منها، وتصون كرامة الانسان، وتمكن من الانتصاف وتحقق الزجر والردع العادل للمخالفين…

إلا أنه ما وجب التأكيد عليه بالرغم مما اثرته من تحديات، فإن الجمعية كما كانت منذ تاسيسها، بفضل مصداقيتها مناضليها/اتها الصادقين/ات وخطها الكفاحي، يحدوها الأمل دائما في الغد الافضل..، ستواصل نضالها متمسكة بقيمها المبدئية، وباستقلاليتها ووحدتها والتفاف الناس حولها…

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Lahcen Barim
المعلق(ة)
18 يونيو 2025 17:38

في الحقيقة بما ان الجمعية تدافع كذلك عن المناصفة بين الرجال والنساء وتطالب بالمساواة الفعلية، فانها بهذا الانتخاب للرفيقة والمجانية سعاد براهمة تؤكد ذلك بالملموس … اتمنى لها التوفيق والسداد …

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x