لماذا وإلى أين ؟

الشيات يربط لقاء تبون بسفير بريطانيا بمحاولة تغيير موقفها الأخير من الصحراء

التقى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الثلاثاء 17 يونيو الجاري، سفير المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، جيمس روبرت ستيفان داونر.

وجاء اللقاء بعد نحو أسبوعين فقط من الموقف البريطاني من ملف الصحراء، والذي أبدت بموجبه بريطانيا دعمها الصريح لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، ما يجعل اللقاء ذو أبعاد ودلالات مختلفة.

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أنه “من الناحية الدبلوماسية والبروتوكولية، يعد استقبال رئيس جمهورية لسفير دولة أخرى نوعا من عدم التناسب، حيث كان من الممكن أن يقتصر الاستقبال على مستوى وزير الخارجية، وهو الأمر الذي يعتبر طبيعيًا ومتسقًا مع الأعراف الدبلوماسية، لكن اختيار الرئيس الجزائري شخصيًا للقيام بهذا الاستقبال، يظهر وجود خلال وعدم ثقة في طبيعة المنظومة الداخلية الجزائرية على أعلى مستوى”.

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

ويرى الشيات في حديثه لـ”آشكاين”، أنه “يمكن ربط اللقاء بعدة سياقات، أبرزها الموقف البريطاني الأخير بشأن قضية الصحراء المغربية وموقف لندن من مقترح الحكم الذاتي، وقد يكون  تبون قد قرأ مجلدات في القانون الدولي لكي يشرح لدولة عريقة  عمرها مئات السنين مثل بريطانيا، مفاهيم أساسية في القانون الدولي وتقرير المصير، كما ورد في البيان الصادر عن الخارجية الجزائرية”.

ومن المتوقع، حسب الشيات أن يقدم الرئيس الجزائري خلال هذا اللقاء رؤيته التي يعتبرها تبون “حكيمة” لما يعتبره “سوء فهم” بريطانيًا لطبيعة النزاع في المنطقة، في محاولة لإيضاح ما يراه نقاطًا غامضة في الموقف البريطاني، الدولة العظيمة وذات الحضور التاريخي ولديها ذاكرة تاريخية في العالم.

وأضاف أن شقا من هذا الاستقبال قد يكون مرتبطًا بقضية الصحراء المغربية، وبمحاولة جزائرية لعرض “مكاسب ومزايا ومنح” محتملة إلى بريطانيا في مقابل تليين موقفها وتغييره من قضية الحكم الذاتي، واستصدار التوازي الذي تريده الجزائري، من خلال دعم تقري المصير بالتوازي مع دعم الحكم الذاتي، وهي أمور يمكن تسويقها جيدا في الداخل الجزائري.

وشدد الشيات على أنه لا توجد دولة اليوم في العالم مازالت تتعامل بمنطق المِنَن والمِنَح، خاصة في حال دولة مثل بريطانيا والتي لديها قدرات لفهم طبيعة التحولات في العالم أو المنطقة.

وخلص إلى أن “الشيء الذي يجب أن يخشى منه تبون،  ليس هو مواقف الدول من قضية الصحراء ولكن العمل الديبلوماسي الرديء الذي تقدمه الجزائر في وضع دولي خاص، غذ من الصعب على الخيارات التي تأخذها الجزائر اليوم في العالم المتقلب، أن تكون في حالة استقرار عليه، وأن يخشى على بلده اكثر من ما يخشى على جمهورية أخرى.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x