لماذا وإلى أين ؟

هل حول “حراس المعبد” البراهمة إلى كاتم صوت لـ”AMDH”؟

يجمع المتابعون للشأن الحقوقي في المغرب، أن عزيز غالي، الرئيس الأسبق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، كان قد نقل هذه الأخيرة من وضع الجمعية الحقوقية الكلاسيكية التي تعتمد البلاغ والبيان والتقرير والندوات الموسمية في تواصلها مع الرأي العام، إلى جمعية حقوقية تفاعلية، تتعاطى مع الحدث الذي يقع بشكل مستمر وآني.

غالي، وبحكم مهمته كرئيس للهيئة الحقوقية المذكورة، لم يكن يتردد في إعطاء تصريح للصحافة أو إجراء حوار مع كل من يطلب منه ذلك، وكان سريع التفاعل مع وقائع مختلفة، ووظف منصات التواصل، وخاصة الفيسبوك، أحسن توظيف في عملية التواصل مع الرأي العام، إلى حد “أدخل فيه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى كل البيوت المغربية”، حسب تصريح لخليفته، سعاد البراهمة، وهو الأمر الذي يظهر أنه أزعج “حراس المعبد” داخل “AMDH” وحزب النهج الديمقراطي، بعدما خطف الأضواء منهم.

لكن، ما أن غادر غالي قيادة الجمعية حتى خفت ذاك المد التواصلي من طرف خلفه، سعاد البراهمة، بل إن هذه الأخيرة بدأت ولايتها بتفادي التفاعل، ما أمكن، مع الصحافة، حتى ولو كان الأمر يتعلق بأحداث طارئة تقع في المشهد الحقوقي.

فهل هو أمر راجع لضعف القدرة التواصلية للمحامية سعاد البراهمة، أم هو اختيار فرض على القيادة الجديدة من أجل تفادي بعض الضربات التي سببتها قوة تصريح غالي أحيان وتجاوز مرحلته التي أزعجتهم؟

“آشكاين” سألت بعض رفاق المحامية البراهمة عن قدرتها التواصلية، فأكدوا أنه لها أسلوبها في التواصل وتستطيع التفاعل مع الحدث والمعطيات، خاصة في مجال تخصصها القانوني ومهامها الحقوقية، حتى وإن لم تكن لها تجربة كبيرة في التعاطي مع وسائل الإعلام فبإمكانها التأقلم والتعلم، إن هي خرجت من تحت جلباب “حراس المعبد”.

فـ”حراس المعبد”، حسب مصادر من داخل قيادة الهيئة الحقوقية المذكورة وبعض رفاقها المطلعين، يطوقون البراهمة ويفرضون عليها رؤيتهم وتوجههم، وكان هذا من بين شروطهم لدعمها من أجل تولي هذه المهمة الجسيمة.

مصادرنا المؤكدة تشير إلى أن هؤلاء “الحراس” اجتمعوا بالبراهمة قبل “تعيينها” رسميا رئيسة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، من أجل “تحذيرها” من وسائل الإعلام، وفرض شروطهم عليها في التواصل، و”أمرها” بالابتعاد عن مواقع التواصل، حتى لا يزج بالجمعية في “متاهات هي في غنى عنها وقضايا لا حاجة لها بها”، بحسبهم.

الأمر تجاوز فرض “حراس المعبد” شروطهم في التواصل على البراهمة، ووصل حد تطويقها من داخل قيادة الجمعية برئيسين سابقين، وهي سابقة في حد ذاتها، مما يجعلها دائما تحت سلطتهم المعنوية ويحولها إلى رئيسة صورية، وهو ما تجلى في أول اجتماع للمكتب المركزي الجديد، بعدما صودرت منها سلطة التسيير من طرف أحد أسلافها في رئاسة الجمعية.

“لن يستطيع أحد ركوب ظهرك إن لم تنحني”، يقول أحد رفاق البراهمة بالجمعية والحزب، ويضيف “من عارضوا تولي سعاد رئاسة الجمعية فعلوا ذلك لهذا السبب، وهو أنها يمكن فرض شروط عليها من طرف من ينصبون أنفسهم أوصياء على الجمعية، ولهذا لم يرد عدد من رفاقها، ومنهم قياديون سابقون بالجمعية، التواجد في مكتب مركزي تقوده سعاد، لأنهم يعلمون أنها ستكون قائدة صورية وفقط”.

فهل ستكون هذه دهشة البداية وتفاجئ البراهمة الجميع بشخصية “قيادية” لم يعهدوها، أم سنعيش عهد أضعف رئيسة عرفتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x