الإهمال يحول مستشفى المولى إسماعيل بتادلة إلى بناية بلا خدمات

في قلب مدينة قصبة تادلة، تقف بناية مستشفى المولى إسماعيل شامخة في شكلها، لكنها منهارة تماما في وظيفتها، متحولة من مرفق حيوي إلى فضاء فارغ من الروح، يعاني إهمالا ممنهجا وخصاصا فادحا في الموارد البشرية والتجهيزات الأساسية، وذلك وفقا لمصادر محلية لجريدة “آشكاين”.

المستشفى، الذي كان في السابق يحتضن عمليات جراحية متعددة التخصصات ويستقبل المرضى من المدينة والمناطق المجاورة، بات اليوم عاجزا عن توفير الحد الأدنى من خدمات المستعجلات.

وتؤكد المصادر أن المستشفى يفتقر حتى للأطباء المداومين، مما يجبر المرضى في الحالات المستعجلة، بما في ذلك حالات الولادة المعقدة التي تتطلب تدخلا مستعجلا، على التنقل صوب المستشفى الجهوي ببني ملال، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على حياة المواطنين.

وأبرزت المصادر أن ”غرفة العمليات تحولت إلى فضاء مهجور، بلا تجهيزات ولا نظافة، غزتها خيوط العنكبوت، ولم يتبق من تجهيزاتها سوى بقايا صدئة نالت منها الأمطار المتسربة إلى الداخل، في مشهد يبعث على الحسرة”.

وأفادت مصادر “آشكاين” بأن الوضع تأزم بشكل خاص بسبب رفض إحدى الطبيبات العمل بالمناوبة الليلية، في تحد سافر لإدارة المستشفى وللمندوبية، ودون أي رادع، رغم التقارير الكثيرة حول هذا الرفض من طرف الإدارة.

هذا الرفض، تضيف المصادر، حول قسم المستعجلات بالمستشفى إلى مجرد “محطة عبور”، حيث يُضطر المرضى للانتقال بوسائل نقل ذاتية تفتقر لأبسط مقومات الإنعاش، مما يعرض بعض الحالات لنكسات قد تؤدي إلى الوفاة.

ورغم الوقفات الاحتجاجية المتكررة لساكنة المدينة، ومطالب الفعاليات المدنية والحقوقية بتأهيل المستشفى وتوفير الأطر الطبية الضرورية، فإن الجهات الوصية، وفي مقدمتها مندوبية وزارة الصحة بإقليم بني ملال، لم تبادر إلا ببعض الزيارات المحتشمة من طرف ممثليها، والتي لم تثمر عن أي تغيير ملموس أو إصلاح حقيقي. وصف السكان هذه الزيارات بأنها “غير مجدية” ولا ترقى إلى مستوى معاناتهم.