لماذا وإلى أين ؟

ما مآلات الضغوط الدولية المتزايدة على جبهة البوليساريو؟ (خبير يُجيب)

تتعرض جبهة البوليساريو الانفصالية لضغوطات دولية وإقليمية حادة، في ظل عزلة سياسية كبيرة تعاني منها حاضنتها السياسية الجزائر.

آخر هذه الضغوط، تجلت في مشروع قانون أمريكي حديث يدعو إلى فرض عقوبات على جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر طبقا لمقتضيات قانون ماغنيتسكي (Magnitsky Act) للمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان، وتصنيفها منظمة إرهابية أجنبية بموجب قانون الهجرة والجنسية.

وينص مشروع القانون الجديد على تخيير جبهة البوليساريو بين التصنيف ضمن قائمة الإرهاب، وبين “الانخراط بصدق في مفاوضات تهدف إلى تنفيذ مخطط الحكم الذاتي للصحراء، الذي قدمته المملكة المغربية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2007، ويقترح منح الشعب الصحراوي قدراً كبيراً من الحكم الذاتي ضمن إطار السيادة المغربية”.

وطرحت كثرة الضغوط الدولية على الجبهة الانفصالية، تساؤلات عدة حول المآلات التي ستتجه له، والكيفية التي ستتفاعل الجبهة معها.

الخبير في العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية، محمد شقير، ربط هذه الضغوط المتزايدة بـ “تحذيرات السلطات المغربية من تورط بعض قيادات البوليزاريو في الانخراط وتغيير بعض التنظيمات الإرهابية المسلحة بمنطقة الساحل، التي وجدت لها آذانا صاغية من طرف بعض المؤثرين في القرار السياسي بالولايات المتحدة خاصة ضمن أعضاء الكونجرس.

محمد شقير، الخبير في العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية

وأضاف شقير في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، أن “تقديم سيناتورين لمشروع حول ادماج البوليزاريو ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية قد عكس هذ التوجه.ذ، وعلى الرغم من أن مسطرة مناقشة هذا الاقتراح يتطلب وقتا وجهود لاقناع باقي أعضاء الكونجرس، إلا أن توقيت هذا التقديم الذي يتزامن مع رغبة إدارة ترامب التي جددت اعترافها بمغربية الصحراء والذي انضاف اليه الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء ومساندة بريطانيا لمبادرة الحكم الذاتي كعضو ثالث ضمن الأعضاء الدائمين الخمسة الذين يتمتعون بحق النقض بمجلس الأمن الذي يشرف على متابعة قضية الصحراء والرغبة الأمريكية في الطي النهائي لهذا النزاع الذي عمر لحوالي نصف قرن يشكل ضغطا سياسيا ودوليا على جبهة البوليزاريو”.

وحول التداعيات الممكنة لهذه الضعوط على الحركة الانفصالية، خلص الخبير في العلاقات الدولية أنها “ستضيق من هامش تحركها الدبلوماسي ويحد من منشوراتها السياسية خاصة في ظل العزلة الدبلوماسية التي تعيشها حاضنتها السياسية الجزائر مما يجعلها أمام خيارين اما القبول بالأساس بالجلوس إلى طاولة المفاوضات أو نزع اي شرعية سياسية عنها من خلال اعتبارها منظمة إرهابية.

وشدد شقير على أن جبهة البوليساريو “لن تختار الخيار الصائب بالضرورة، حيث أن الأمر يقتضي ضوءا أخضر من السلطات الجزائرية الشيء الذي يفرض استعمال أوراق ضغط أمريكية ضد النظام الجزائري كالتلويح بامكانية الاطاحة به على غرار ما وقع لنظام بشار الاسد الذي تم اكتشاف عناصر عسكرية ضمن صفوف قوات بشار الأسد إلى جانب عناصر من البوليزاريو ـو تشجيع اي عملية انقلابية داخل النظام العسكري الجزائري تسمح بتسلم نخبة عسكرية الحكم تراعي المصالح العليا للبلد ومصلحة المنطقة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x