2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
آيت بوكماز: ترجمة لشعار “تازة قبل غزة”

لحسن الجيت
خرجت ساكنة آيت بوكماز عن بكرة أبيها، وبكل تلقائية وعفوية، للاحتجاج والتعبير عن جملة من المطالب لتسوية المشاكل التي يعاني منها السكان في المنطقة، من قبيل الصحة، وفك العزلة بإصلاح البنية الطرقية، وربط المنطقة بشبكة الإنترنت، وقضايا أخرى.
وتُعاني تلك الساكنة أيضًا من خصاص كبير في ثروة ذكرها سبحانه وتعالى في معجمه: “وجعلنا من الماء كل شيء حي”. هذا الخصاص انتشر وساد العديد من القرى والمدن بعد سنوات عجاف لم تجد فيها السماء لا بغيث ولا بمطر يروي عطش الإنسان والبهيمة.
لقد أصبح اليوم خطر الجفاف والعطش والتصحر آفة تهدد الكرة الأرضية بأسرها، فكيف يمكن أن يُستثنى المغرب من هذه الآفة، والحال أن البعض منا يذهب في اتجاه جعل هذه الأزمة الطبيعية من مخلفات سياسة فاشلة في مجال التدبير الحكومي للثروة المائية. ويرى بعضهم أن ما يحدث من حركة احتجاجية هو بفعل فاعل من الخارج، أو كأن احتجاج أهل بوكماز مسيس تقف من ورائه جهات خارجية تريد النيل من استقرار المغرب. وأن الحركة الصهيونية، على حد ما نسخته “ماكينة استانسيل” التي يملكها المدعو أحمد ويحمان، هي التي حركت ساكنة آيت بوكماز للتآمر على المغرب وزعزعة استقراره، متجاهلًا عن قصد كل الأسباب الموجبة التي حملت تلك الساكنة على التعبير عن تذمرها ومعاناتها. من أين نزل الوحي على هذا الكائن الذي أبان للقاصي والداني أن وجود أمثاله هم الذين يحاولون خلط الأوراق والاصطياد في المياه العكرة من أجل الإضرار بالوطن. فاتهامه لساكنة آيت بوكماز هو محاولة يائسة للهروب من شبهات العمالة التي باتت لا تفارقه.
وللرد على تلك الافتراءات وما دأب عليه ويحمان في أسطوانته المشروخة التي توقفت عند نقطة معينة لا يردد فيها سوى كلمة إسرائيل، يكفي التأكيد أن تلك الحركة الاحتجاجية بريئة كل البراءة من أحكام مفصلة على المقاس. إنها حركة وطنية بامتياز، تختلف عن كل الخرجات المشبوهة التي سئمتها بعض المدن المغربية، وسئمت اجترار نفس الحكايات على غرار حكايات شهرزاد وشهريار. فلا الصباح رباح ولا شهرزاد توقفت عن النباح. والمفارقة بين ما جرى في آيت بوكماز وما جرى في الرباط وفي طنجة مفارقة يراها الأعمى من بعيد، وهي أن البلدة المنكوبة في جبال الأطلس لم تنل النكبة من وطنيتها، بل حافظ أهلها على مغربيتهم، ورفعوا صور جلالة الملك، ورفعوا الراية المغربية، ولم يرفعوا أي قماش آخر حتى لا أقول أية “خرقة” أخرى، كما يفعل الآخرون. كانوا محصنين ويقظين من أي اختراق، ولم يتسلل إلى صفوفهم أي مشبوه. توجهوا في مسيرة سلمية مشيًا على الأقدام بنظام وانتظام، وهنا أستعين بهذا التعبير الذي جاء به المغفور له الحسن الثاني في أول خطاب لانطلاق المسيرة الخضراء، من أجل تبيان وطنيتهم.
هذه هي الروح الوطنية التي يجب أن تسود وأن تكون حاضرة في كل لحظة وحين وفي كل حركة احتجاجية صادقة لا لبس فيها. مطالب ساكنة آيت بوكماز مطالب مشروعة ويجب أخذها على محمل الجد والاهتمام بها في حدود ما هو ممكن وما هو متاح. هؤلاء الناس لفتوا الانتباه إلى وضعيتهم وأكدوا أن وضعيتهم أولى من أي شيء آخر. وكانت الاستجابة فورية لبعض مطالبهم، بعد أن تبين أن تلك الحركة الاحتجاجية صادقة ولم ترفع شعارات جوفاء للمزايدة على الدولة، والبعيدة كل البعد عن كل الحسابات السياسوية. همهم في ذلك تسوية أوضاعهم، وما دون ذلك أو زاد عنه فهو ضرب من ضروب التفاهة والتآمر على الوطن.
ساكنة آيت بوكماز، إن كانت تنطوي حركتها الاحتجاجية على رسالة واضحة، فهي موجهة للسيد عبد الإله بنكيران وأتباعه من التابعين، قوميين كانوا أم يساريين، عنوانها البارز أن الشعار الذي طالما شكك فيه شيخ الجماعة وهو “تازة قبل غزة” ثبت بالواضح أنه شعار المرحلة كما كان من قبل وكما سيكون من بعد. فضبط الساعة على توقيت غير وطني يعني في حد ذاته الاشتغال على أجندة خارجية لا تعني المغاربة لا من بعيد ولا من قريب. وكل الحملات التي يشنها هؤلاء القوم تستهدف من جهة حلفاء المغرب بنية مبيتة للإيقاع بينه وبينهم ليُشمتوا فيه لاحقًا، ومن جهة أخرى يصطفون إلى جانب أعداء المغرب ويؤازرونهم حتى ولو كانت مواقفهم معادية للمصالح العليا للبلاد.
درس آيت بوكماز ووضعهم درس بليغ في الوطنية وعلى الجميع أن يتعظ. وهو رسالة لكل من يهمه الأمر، بدءًا من الدولة فلا مواطنة بدون كرامة، وانتهاءً بالقيادات الحزبية حيث لا مواطنة مع وجود الخيانة.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.
انت تسطاد في الماء العكر، وتستغل كل حدث فقط لتذكرنا بالشعار البليد، (تازة قبل غزة.)،علما ان لكل حدث سياقه، ولا علاقة لهذا بذاك، والشعب الذي خرج لمناصرة غزة، هو نفسه الشعب الذي خرج في مسيرة ايت بوكماز، لكن انت تريد بنعرتك الخبيتة التي تناصر إسرائيل، ان تضع شرخا بين ابناء الشعب الواحد، وكان في المغرب شعبين.
ملايير الدراهم كانت قد رُصِدَتْ لبرنامج التنمية القروية و كان منفذ البرنامج هو رئيس الحكومة الحالي .. لو أن مفهوم ربط المسؤولية بالمحاسبة معمول به و كما ينادي به ملك البلاد ، لما اخْتُرِعَ شعار “تازة قبل غزة” ؛ فلصوص المال العام و المفسدين يعلمون أنهم بعيدون عن المحاسبة ، و هنا تَدَخَّلَ من في صالحه صرف الرأي العام
عن قضية الشعب الفلسطيني
رغم كل هذا تازة قبل غزة وتحيا فلسطين🇲🇦🇵🇸🇲🇦🇵🇸