2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الوزير الأول الموريتاني يستقبل حميد شبار..رسالة دبلوماسية ورد على التأويلات

في خطوة لافتة تحمل أكثر من دلالة سياسية ودبلوماسية، استقبل الوزير الأول الموريتاني، المختار ولد أجاي، صباح اليوم الجمعة 18 يوليوز الجاري، بمكتبه وسط العاصمة نواكشوط، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا، حميد شبار، في لقاء تناول علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها بما يواكب متطلبات المرحلة.
ويأتي هذا الاستقبال في سياق إقليمي حساس، ويتزامن مع زيارة رسمية قامت بها بعثة عسكرية جزائرية رفيعة للعاصمة الموريتانية، استمرت ثلاثة أيام، وُصفت بأنها تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري بين الجزائر وموريتانيا. ما يشير إلى أن استقبال السفير المغربي يممثل لحظة دبلوماسية ذات حمولة رمزية كبيرة تعكس توازن نواكشوط في تعاطيها مع محيطها الإقليمي.
اللقاء الرسمي بين الوزير الأول الموريتاني وسفير المغرب يأتي كذلك بعد ضجة إعلامية أثيرت خلال الأيام الماضية في الأوساط السياسية بكل من موريتانيا والجزائر، على خلفية ظهور السفير المغربي حميد شبار في مقدمة مودّعي رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أثناء مغادرته مطار نواكشوط مساء الأربعاء الماضي، عقب زيارة رسمية قام بها إلى موريتانيا.
وقد أثار هذا الظهور الميداني غير المألوف للسفير المغربي، والذي تم التقاطه من قبل وسائل الإعلام، ردود فعل متباينة، وفتح الباب أمام تأويلات حول حجم التنسيق المغربي الإسباني في نواكشوط، ومدى قبول موريتانيا له، خصوصًا في ظل حساسية العلاقات الإقليمية المرتبطة بملف الصحراء المغربية.
وبالتالي، فإن استقبال الوزير الأول للممثل الدبلوماسي المغربي، وفي هذا التوقيت بالذات تحمل دلالة سياسية ودبلوماسية هامة ورسائل إلى عدد من الجهات.
تفاعلا مع ذلك، يرى أستاذ العلوم السياسية ورئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، رشيد لزرق، أن استقبال الوزير الأول الموريتاني للسفير المغربي، في ذروة زيارة وفد عسكري جزائري رفيع لنواكشوط، يحمل رسائل سياسية واضحة موجهة للجزائر، تفيد بأن موريتانيا ترفض الانجرار إلى محاور إقليمية مغلقة، وتؤكد استقلالية قرارها في إدارة علاقاتها الخارجية.
وأوضح لزرق في تصريح لـ”آشكاين”، أن هذا الاستقبال، الذي جاء بعد الجدل الذي أثاره ظهور السفير المغربي في وداع رئيس الحكومة الإسباني، يعكس موقفًا موريتانيًا محسوبًا يراد به تطويق التأويلات، وتأكيد أن الرباط تظل شريكًا طبيعيًا، وأن الحضور المغربي لا يتم خارج القنوات الرسمية، بل يحظى بمتابعة على أعلى مستوى.
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية أن هذه الخطوة تشكل إشارة ضمنية إلى أن نواكشوط لا تقبل بأن تُفهم زيارة الوفد الجزائري على أنها تعبير عن انحياز استراتيجي أو عن تقليص للعلاقة مع المغرب.
وخلص لزرق بالإشارة إلى أن موريتانيا، عبر هذا التحرك المتوازن، تسعى لتثبيت تموضعها كفاعل مستقل في معادلات المنطقة، يحتفظ بعلاقات قوية مع الطرفين، دون أن يسمح لأيٍّ منهما بتوظيف حضوره لتوجيه رسائل داخلية أو إقليمية على حساب الآخر.