2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مركز بحثي مغربي: درونات الجماعات الإرهابية تهدد الجيوش الوطنية

كشف تقرير صادر عن مركز ”السياسات من أجل الجنوب الجديد”، أن الساحل الافريقي، بات يواجه تهديدا حقيقيا وخفيا، يتمثل في الطائرات بدون طيار (دورنات)، التي باتت في أيادي الجماعات الإرهابية.
وكشف المركز البحثي المغربي، في تقرير صادر يوليوز الجاري، أن امتلاك الجماعات المتطرفة لـ ”الدرونات” يقوض الثقة في المؤسسات ويرهب الجيوش الوطنية والمدنيين على حد سواء.
ويشير التقرير إلى أن هناك تصعيد غير مسبوق في استخدام هذه الطائرات من قِبل الجماعات الإرهابية، وسط عجز للجيوش الوطنية عن احتواء هذا التهديد المتطور.
في عمق الصحراء الكبرى بالساحل الأفريقي، ومع تزايد هشاشة الجبهات العسكرية، بحسب المركز الذي يضم خبراء مغاربة وأجانب، تظهر طائرات بدون طيار صغيرة لكن فعالة، تحلق فوق قواعد الجيش ليس للاستطلاع فحسب، بل لإسقاط الموت من السماء.
وذكر المرجع نفسه أن فرع تنظيم القاعدة في الساحل، النشط بشكل خاص في مالي وبوركينا فاسو، بات قادرا على تسليح طائرات منخفضة التكلفة، وهو تطور تقني حديث أوقع خسائر فادحة في صفوف الجيوش الوطنية بالمنطقة.
ويبرز التقرير المعنون بـ ””مواجهة انتشار طائرات بدون طيار في منطقة الساحل”، أن “حرب الطائرات المسيرة في الساحل وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة من التصعيد”.
كما يسلط تقرير المركز الضوء على تكثيف الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة، وعلى رأسها “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”. وقد تم تسجيل أكثر من 30 هجوما مؤكدا باستخدام الطائرات المسيرة منذ شتنبر 2023، 82% منها (أي 24 هجوما) وقعت في الفترة بين مارس ويونيو 2025.
ومن أبرز هذه الهجمات، الاعتداء على القاعدة العسكرية المالية في بوليكسي في فاتح يونيو، حيث استخدمت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ”درونات” لإلقاء متفجرات، مدعية قتل أكثر من 100 جندي مالي.
وكان استخدام هذه الطائرات يقتصر سابقا، بحسب التقرير، على مهام المراقبة والاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية، لكنها تحولت الآن إلى منصات هجومية قادرة على تنفيذ ضربات مباشرة.
ويعود أول هجوم مسلح بواسطة طائرة مسيرة نفذته الجماعة إلى شتنبر 2023، حين أسقطت عبوتين ناسفتين على مواقع تابعة لمليشيات “دان نا أمباساغو” في منطقة باندياغارا، وسط مالي.
تعاني منطقة الساحل الأفريقي، الممتدة من موريتانيا غربا إلى السودان شرقا، منذ أكثر من عقد من تدهور أمني متصاعد، نتيجة تمدد الجماعات الإرهابية العابرة للحدود مثل “القاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيم ”داعش” في الصحراء الكبرى. كما أصبحت دول مثل مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر ساحات مفتوحة لعمليات الكر والفر التي تنفذها هذه الجماعات ضد الجيوش المحلية والمدنيين وحتى البعثات الدولية.
بحسب التقرير، يمثل استخدام الجماعات الإرهابية للطائرات المُسيرة قفزة نوعية في أساليبها القتالية، مما يدل على حصولها على دعم لوجستي وتقني خارجي، وربما تدريب مباشر من خبراء في مناطق النزاع الأخرى كاليمن أو سوريا.
هذه الطائرات التي يمكن شراؤها بمبالغ زهيدة من الأسواق التجارية، يتم تحويلها بوسائل بسيطة إلى أدوات قتل، حيث تزود بعبوات ناسفة بدائية الصنع وتوجه لضرب أهداف دقيقة مثل تجمعات الجنود أو المعدات الثقيلة أو حتى المنشآت الحساسة.
وقد أدت الهجمات الأخيرة إلى مقتل مئات الجنود، وتدمير قواعد عسكرية استراتيجية، وأجبرت الكثير من وحدات الجيش على الانسحاب من مواقعها في شمال ووسط مالي. لكن الأخطر هو ما تسببه هذه الهجمات من فقدان للثقة في المؤسسة العسكرية لدى السكان المحليين. كما أصبح المدنيون بدورهم أهدافا لهذه الطائرات، خاصة عند تجمعهم في الأسواق أو الاحتفالات، حيث يتهم البعض بالتجسس لصالح الدولة.
لن يتم حل هذه الإشكالية المصيبة الا على الصعيد الدولي