لماذا وإلى أين ؟

تمرين بوعشرين

محمد أوزين

توصلت من أحد الاصدقاء بمقطع فيديو للإعلامي السي توفيق بوعشرين، وهو يقترح تمرينا نال إعجابه فأراده باروميتر لقياس صدقية ومصداقية رؤساء الأحزاب عند المواطنين، كإحدى التقنيات المعمول بها في عدد من الدول، وهي على أي حال مقاربة محمودة لكونها تقرب السياسي من المواطن وتمكنه من تقييم صورته وتضع في الميزان نجاعة أدائه.

ما أثارني هو تغييبه لعمق التحليل الذي غالبا ما استوقفنا في قراءاته الرصينة للأحداث ومعالجاته الوازنة للوقائع، حيث سقط في إصدار الأحكام والتصنيفات المتسرعة بسطحية غير معهودة في قاموس السي توفيق، وغير مألوفة في معجمه، وغير معتادة لدى محبرته التي طالما احترمنا مضامينها ولو لم نكن دائما متفقين مع مراميها.

التمرين الذي رسا عليه اختيار السي توفيق لم يكن موفقا، أو ربما خانه التوفيق في العثور على التعليل الموفق. أولا: كصحفي ملتزم وذو تجربة في الموضوع كان بالأحرى أن يقف على جرم تسريب المكالمات الشخصية الذي يعاقب عليه القانون، خاصة لما تكون بين الأصدقاء والأقارب، وليس الوقوف على ما قاله أوزين في حديث ثنائي عادي وخاص. ثانيا: لماذا تريدون تقديم صورة مغلوطة عن السياسي وكأنه قادم من كوكب آخر.

أنا مغربي أشبه المغاربة لأنني ببساطة واحد منهم أتحدث لغتهم العامية وأحيانا “الخاسرة” كما يحلو لك تسميتها، في الضحك وفي الغضب، مع الأصدقاء والأصحاب طبعا وليس في النقاش العمومي أو على بلاتوهات القنوات، أو في حديث مع الأجيال القادمة بشكل “طوطووي”.

أنا إنسان أضحك وأرقص وأبكي وأغضب، فقط لأنني إنسان عادي مثل كل المغاربة، ولن تغير مسؤولياتي شيئا من كينونتي وماهيتي ومغربيتي وصورتي الحقيقية ما حييت.

وبعيدا عن التمرين الافتراضي، ربما لا تعلم أن العديد من المغاربة وضعوا أبناءهم بين يدي أوزين وكانوا فخورين بذلك، لأنني درست أبنائهم وهم اليوم خريجو أعرق الجامعات بأمريكا وأوروبا.

لا أريد الخوض في المزيد من التفاصيل، لكن وباستحضار نفس كليشيهات السي توفيق سأرد إليه المصعد، بتعبير الفرنسيين، وأطرح عليه نفس السؤال: ماذا كنت ستعلم أبناء المغاربة؟ لن أقدم جوابا هنا لأنني أحترم السي توفيق وأحترم عائلته، ولو أنه استحضر عائلتي بإيحاءات متجاوزة تهدف الاستصغار والاستقلال. سامحه الله!

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي “آشكاين” وإنما عن رأي صاحبها

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
فريد
المعلق(ة)
13 أغسطس 2025 18:32

ربما نسي الاستاذ أوزين أنه علل إستعماله للسيارة الموضوعة تحت تصرفه خلال مهامه البرلمانية(لأنه النائب الثالث لرئيس المجلس)،للمشاركة في تجمعات حزبه،علل الأمر بترشيد النفقات (نفقات حزبه) وربما هذا ما كان يعلمه أستاذنا الكبير لطلابه:المال العمومي حلال لجميع ممتهني السياسة يمكنهم التصرف فيه بدون مساءلة.

Agrzam
المعلق(ة)
13 أغسطس 2025 12:58

توصلت بمقطع من احد الاصدقاء هههه
قل مباشرة انك استمعت للفيديو …فالكل يتابع بوعشرين …sinon نتا كتفرج ف tiktok

ابو زيد
المعلق(ة)
12 أغسطس 2025 23:56

السي اوزين!!
في بلد ديمقراطي لم يكن ممكنا ان تكون في أمانة حزب بعد فضيحة الكراطة!! و لم تكن لتطلق العنان لخوالجك لو طالك ما يطال اي مسؤول من محاسبة!!
ان المغاربة متيقنون انك جزء من الكل!! اي من اللعبة!!
فحاول ان تلعبها دون النيل من ذكائنا احتراما لتراب هذا الوطن الذي ننتمي اليه!!
اما و ما كونت و ساهمت في تكوينها من…فاعلم اننا كشعب نعلم من اين تاكل الكتف و لكم في استاذ اكادير خير مثال!!!
و رحم الله من علمنا ان العلم خير كثير…فمن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا!! صدق الله العظيم.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x