2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
باريكلي للصحراويين: التعويل الكلي على البوليساريو يعني ببساطة التوقيع على حكم بالهزيمة النهائية

دعا الحاج أحمد باريكلي، السكرتير الأول لحركة صحراويون من أجل السلام، الصحراويين العائدين من مخيمات تندوف إلى التحرر من القيود النفسية والدعائية التي تفرضها جبهة البوليساريو، والانخراط بجرأة وواقعية سياسية في مسار التسوية مع المغرب على أساس مقترح الحكم الذاتي لسنة 2007.
باريكلي أشار في مقالة نشرتها جريدة “Opinion” الإسبانية، إلى أن العديد من الأطر الصحراوية التي عانت التهميش أو القمع داخل المخيمات، انتهت إلى الانسحاب من مشروع البوليساريو وفقدان الثقة فيه، لكنها لا تزال مترددة في الانخراط في مقاربات جديدة، بسبب الخوف من وصمها بـ”الخيانة” أو “الانشقاق”، وهي تهمة غذّتها آلة دعائية قوية عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وأكد الكاتب أن اللحظة الراهنة تمنح الصحراويين الأصليين فرصة تاريخية لإعادة كتابة مستقبلهم، شرط أن يرفضوا أي سيناريو يقصيهم من لعب دور رئيسي في تقرير مصير الإقليم.
وشدد السكرتير الأول لحركة صحراويون من أجل السلام على أن أقصر الطرق نحو المستقبل يمر عبر الانخراط في دينامية تسوية مع المملكة المغربية، ضمن إطار الحكم الذاتي، في ظل اتفاق بضمانات دولية تحمي الحقوق والمصالح، مع إمكانية إعادة إحياء الروابط التجارية مع جزر الكناري والاستفادة من تجربة إسبانيا في أنظمة الحكم الذاتي مثل كتالونيا والباسك.
وكتب باريكلي؛ “التعويل الكلي على البوليساريو، وعلى الحرب الباردة الدائمة بين الجزائر والمغرب، يعني ببساطة التوقيع على حكم بالهزيمة النهائية”.
وفي رسالة موجّهة إلى النخب الاجتماعية والفكرية الصحراوية، ولا سيما أولئك الذين تعود جذورهم إلى الحقبة الإسبانية، شدد باريكلي على ضرورة الخروج من حالة الجمود وتحمل مسؤولية قيادة “تصحيح تاريخي” يجعل الصحراويين لأول مرة أسياد مصيرهم. مضيفا “ينبغي أن نفكر في الأجيال القادمة، وأن نطوي صفحة المشاريع الفاشلة التي لم تجلب سوى الموت والمعاناة”.
المقال شدد كذلك على ضرورة فتح صفحة جديدة مع المغرب، في إطار مواكبة دولية، باعتبارها ربما آخر فرصة للخلاص الجماعي لسكان الإقليم، مشدداً على أن رهن مستقبل الصحراويين بشعارات متقادمة وصراعات إقليمية لا تخصهم يشكل خطراً وجودياً، خاصة إذا استمرت القيادة الخارجية في التحكم بمصيرهم.
وختم باريكلي بالقول إن الوقائع التاريخية الموثقة تكشف أن البوليساريو لم تكن نتاج حركة شعبية صحراوية أصيلة، وإنما نتيجة “تلاعبات وتآمرات خارجية”؛ خاصة من معمر القدافي وبعده الجزائر، مؤكداً أن المشروع بعد نصف قرن من الزمن يعيش حالة احتضار، مجمّد في الماضي، يقترب من نهاية حزينة وفوضوية، فيما يبقى الخاسر الأكبر هو الصحراويين.