لماذا وإلى أين ؟

صبري يكشف حيتيات قرار أمريكي جديد قد يطيح بـ”المينورسو” من الصحراء

أثار قرار أمريكي جديد بقطع التمويل عن برامج ومساعدات خارجية، ومنها بعثات حفظ السلام، تساؤلات حول مستقبل بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو).

المحامي بمكناس وخبير في القانون الدولي وقضايا الهجرة ونزاع الصحراء، صبري الحو، يرى في هذا القرار رسالة واضحة من واشنطن مفادها أن الوقت قد حان لإنهاء الدور التقليدي لبعثة المينورسو، خاصة في شقها السياسي.

يأتي القرار الأمريكي، الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب، ضمن سياسته المعروفة بـ”أمريكا أولاً”، التي تركز على توجيه الموارد المالية نحو الاقتصاد والصناعة الأمريكية، ويعتبر هذا الإجراء بمثابة “تجسيد” لرغبات ترامب التي عبر عنها سابقا بضرورة مراجعة ميزانيات المنظمات الدولية وتقليص عدد موظفيها بسبب “بطء وتراخي” هذه المنظمات في تحقيق أهدافها، وهو ما ينطبق على بعثات حفظ السلام التي كانت دائماً تحت مجهر الإدارة الأمريكية.

ووفقاً للتصريح، فإن قيمة التمويل المجمدة المخصصة لبعثات حفظ السلام تبلغ 445 مليون دولار، وتشمل بعثة المينورسو، ويضيف الحو أن هذا القرار يعزز من التزام أمريكا بخارطة طريق “واضحة” لتنفيذ الحكم الذاتي المغربي، والذي يؤكد المرسوم الرئاسي الأمريكي بالاعتراف بمغربية الصحراء.

ويُلاحظ الخبير أن هذا المرسوم، الذي “للأسف لم يتحدث عنه المغرب”، يتجاهل دور بعثة المينورسو كطرف مؤهل للعب أي دور في هذا المسار، ويعزز هذه الرؤية الزيارة الأخيرة لوفد أمريكي إلى الصحراء المغربية ولقاؤه برئيس بعثة المينورسو، والتي يُتوقع أن تكون قد مهدت الطريق لقرار بتقليص الشق السياسي للبعثة، والاكتفاء بدورها في مراقبة وقف إطلاق النار ونزع الألغام.

ويستنتج صبري الحو أن “أمريكا تؤكد تأييدها للطرح المغربي”، وأن دور المينورسو قد “انتهى واستنفد كل ما لديها” في ظل القناعة الدولية بأن الحكم الذاتي هو الحل. ويتوقع الخبير أن يكون قرار مجلس الأمن القادم “نوعياً”، بحيث يحدد بوضوح آليات جديدة لتنفيذ الحكم الذاتي، ويُلقي بالمسؤولية على الأطراف المعنية، مما يؤكد أن النهاية الحتمية لبعثة المينورسو قد أصبحت وشيكة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
1 سبتمبر 2025 12:22

لقد انتهت او على وشك انتهاء الفترة التي حددها ترامب لاجراء مفاوضات جدية بين اطراف النزاع حول مقترح الحكم الداتي، بعدها سيكون المغرب في حل من اي التزام بفتح اي نقاش حول الموضوع وعلى الجزائر ان تتحمل مسؤوليتها في سد هذا الملف وحل جبهة البوليزاريو ونزع سلاحها، من المنطقة المتاخمة لحدود المغرب، وإلا ستتحمل الجزائر مسؤولية إعلان البوليزاريو منظمة ارهابية وإعلان الجزائر دولة راعية للارهاب، وتحمل ما يترتب على ذالك من عقوبات دولية، مع اعطاء الحق للمغرب في حماية امنه ولو بملاحقة العناصر التي تهدده من داخل التراب الجزائري.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x