لماذا وإلى أين ؟

تقرير حقوقي يدق ناقوس الخطر حول الوضع الأمني في تيفلت

أصدر مركز عدالة لحقوق الإنسان تقريرا مفصلا ، سلط فيه الضوء على ما وصفه بـ”تردي الوضع الأمني بمدينة تيفلت”، محذرا من انعكاساته الخطيرة على حقوق المواطنين في السلامة الجسدية والأمن الشخصي، وداعيا إلى إصلاحات جذرية تعيد الثقة إلى المنظومة الأمنية المحلية.

وأكد التقرير الذي توصلت “آشكاين” بنظير منه، أن الحق في الأمن من الحقوق الأساسية التي نص عليها الدستور المغربي لسنة 2011 وكذا المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن المواطنين يتطلعون إلى سياسة أمنية شمولية ومنفتحة تضمن لهم حماية حياتهم وأموالهم وكرامتهم، لكن الوضع بتيفلت يكشف عن اختلالات عميقة تعيق تحقيق هذه الغاية.

أصحاب التقرير يرون أنه رغم تبني المديرية العامة للأمن الوطني لاستراتيجية تروم تكريس مفهوم الشرطة المجتمعية القائمة على القرب والتفاعل مع حاجيات المواطنين، إلا أن تنزيل هذه الرؤية على أرض الواقع بمدينة تيفلت يواجه عراقيل متعددة، أبرزها النقص الحاد في الموارد البشرية واستمرار بعض المسؤولين الأمنيين في مناصبهم لسنوات طويلة مع اعتمادهم على أساليب متجاوزة لا تنسجم مع متطلبات المرحلة، إضافة إلى غياب تغييرات شاملة وضخ دماء جديدة لتعزيز الكفاءة والنجاعة في التسيير.

التقرير أشار كذلك إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني انخرطت في ورش حقوق الإنسان عبر برامج التكوين المستمر ومدونة أخلاقيات رجال الشرطة، وهو ما انعكس إيجابا في مدن عدة، غير أن الوضع بتيفلت ما يزال بعيدا عن هذه الأهداف، حيث يشتكي المواطنون من ضعف الفعالية في معالجة الشكايات وعدم الإنصاف في بعض الملفات.

ومن بين القضايا التي أبرزها التقرير ملف الشاب سعد العريشي، الذي أوقف في ماي الماضي إثر شكاية تتهمه بمحاولة اقتحام منزل، بينما يؤكد والده أنه كان ضحية اعتداء من طرف معاوني المشتكية، مشيرا إلى أن الأبحاث الأمنية أغفلت واقعة الاعتداء مما ضيّع حقوقه.

“ورغم أن الشرطة تفاعلت لاحقا مع القضية وأوقفت بائع خمور وشخصا آخر يشتبه في تورطهما في الاعتداء، إلا أن الشاب تعرض مرة أخرى لاعتداء بالضرب والجرح والسرقة من طرف ثلاثة ذوي سوابق، ورغم توقيفهم فقد تم الإفراج عنهم بكفالة مالية”، وفا لنص التقرير الذي يضيف، “وهو ما اعتبرته أسرته تقصيرا في التعامل مع ملف يكتسي طابعا جنائيا”.

وخلص التقرير إلى أن الوضع الأمني في مدينة تيفلت يفرض إحداث تغييرات بنيوية في التدبير المحلي وضمان احترام حقوق المواطنين، مع إعادة النظر في طريقة التعاطي مع الشكايات والملفات، بما يعيد الثقة إلى الساكنة ويصون كرامتهم.

50

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
10 سبتمبر 2025 12:40

المقاربة الامنية لا تكون جزرية دائما، فكيفما تصاحبها إجراءات احترازية واستباقية لمحاصرة الوضع قبل استفحاله، يصاحبها ايضا البحت عن اسباب تفشي اي وضع امني والبحت عن حلول مع الجهات المختصة، فظاهرة البطالة ومحاربة التجارة المعاشية كتيرا ما تكون سببا من الاسباب التي تؤدي الى تفشي الوضع الامني.

متتبع
المعلق(ة)
10 سبتمبر 2025 07:39

تيفلت،قرية -village-ذات طابع،فلاحي،،،تتكون ساكنتها ،في الغالبية،من خليط بين عرب وامازيغ(زعير،زمور،واخرين…)،قريةTransit بمثابة ممر يربط بين إقليم الخميسات التابعة له اداريا وترابيا،والعاصمة الرباط،،،
تتوفر على بنية تحتية ضعيفة،ومرافق ذات طابع فلاحي وخدماتي وتجاري…
قرية،لاتزال فتية،تتطلب جهود تنموية،جدية ومتنوعة،بامكانها امتصاص بطالة الشباب ،،،
فباستثناء الاعمال الفلاحية،وبعض الخدمات الحرة،وقليل من اعمال البناء،،،تضل تيفلت تواجه صعوبات تنموية حقيقية،بسبب ضعف مواردها المالية،والبشرية،،،
واذا توفرت لها،بعض من هذه الاحتياجات،،،ستحقق افاق رائدة،،،لتتحول الى مدينة بذاتها،،،ثم عمالة،،،

Dghoghi
المعلق(ة)
9 سبتمبر 2025 23:47

جيد لكن المسؤول ضغيف … لان الاعتداء والسرقة والعنف اصبحا.. بنسبة 70في المائة.. اما الضجيج والضوضاء.. ليل نهار تريبورتورات والدراجات النارية.. والأطفال يتسكعون في الأزمة الى ساعة متأخرة من الليل…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x