لماذا وإلى أين ؟

التحقيق مع أفراد من صفحة ”جيل z” والفيدرالية تدخل على الخط

أفاد المشرفون على صفحة ” جيل ز”، أن أحد أعضائها تعرض لـ”مساءلة مباشرة” من طرف عنصرين من الشرطة في منزله، حيث طرحت عليه “أسئلة شخصية”.

وذكرت إدارة المنصة في بيان لها، أن الواقعة أدت إلى موجة استقالات في صفوف فريق الإشراف، حيث دفع الأمر ستة مشرفين إلى مغادرة الإدارة وتوقيف مشاركتهم بشكل فوري، رغم تأكيدها أن أنشطتها “لم تقم بأي خرق للقوانين” المغربية.

وأضافت إدارة “genz212” أن الفضاء الرقمي أُنشئ ليكون مساحة “نقاش حر ومسؤول” حول قضايا وطنية جوهرية مثل الصحة، والتعليم، ومحاربة الفساد.

في المقابل، نفت المنصة بشكل قاطع أي دعوة إلى “الفوضى” أو “التحريض على العنف”، مؤكدة التزامها بالحق الدستوري في حرية التعبير وطرح الأفكار الإصلاحية.

كما أشارت إلى وجود محاولات لتشويه سمعتها واتهامها بـ”الانفصال”، لكنها ردت بتأكيدها القاطع على أن جميع القائمين عليها هم “مغاربة، ولا أحد يشكك في وطنيتنا أو في انتمائنا لهذا الوطن”، مضيفة: “نحب وطننا ونحب ملكنا، ونسعى فقط إلى المساهمة في الإصلاح عبر النقاش المسؤول والبنّاء”.

وأكدت “genz212” أن أنشطتها سلمية ومدنية وتبقى ضمن إطار القانون المغربي، مشددة على أن “التضييق على المشرفين ومحاولات الترهيب لن توقف هذا النقاش المجتمعي، بل تُظهر الحاجة الملحة إلى حوار شفاف ومسؤول”.

كما شددت على أن السيرفر سيواصل أداء دوره كمنبر رقمي للتوعية والنقاش البناء، محذرة من أن “مثل هذه الممارسات لا تخدم الوطن ولا المواطنين، بل تساهم في تعميق فجوة الثقة بين الشباب والمؤسسات”.

ودعت الصفحة كل الجهات المعنية إلى احترام حقها في التنظيم السلمي والتعبير المسؤول، بدل اللجوء إلى ”أساليب التخويف”.

في سياق متصل، عبرت فيدرالية اليسار الديمقراطي عن ”دعمها الكامل والمبدئي” للمطالب التي يرفعها الشباب في المغرب، محذرة في الوقت ذاته من لجوء السلطات إلى المقاربة الأمنية في مواجهة الاحتجاجات السلمية.

وأوضحت الفيدرالية في بيان صادر عن مكتبها السياسي، أنها تتابع “بقلق بالغ” حالة الاحتقان الشعبي التي تشهدها البلاد، والتي تتجسد في موجة الاحتجاجات الأخيرة والدعوات للوقفات السلمية المقررة يومي 27 و28 شتنبر.

ودان التنظيم الحزبي “بشدة أساليب الترهيب والقمع والاعتقالات التي تواجه بها هذه الاحتجاجات”، مؤكدة أن المطالب التي “يصدح بها شباب المغرب اليوم هي امتداد طبيعي لنضالات الشعب المغربي وقواه الديمقراطية واليسارية”.

كما سجلت الفيدرالية ”الانخراط الشبابي الواعي في قضايا الوطن”، معتبرة إياه ”مصدر فخر ودليلا على حيوية المجتمع وتطلعه لبناء مستقبل أفضل”.

ودعت فيدرالية اليسار عن دعوتها للسلطات من أجل “التحلي بأقصى درجات الحكمة والمسؤولية في التعامل مع هذه الاحتجاجات السلمية، التي يكفلها الدستور والقانون كشكل من أشكال التعبير”.

وشددت الفيدرالية على أن “أي مقاربة أمنية قمعية لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة وتأجيج التوتر، قد تدخل البلاد في دوامة من عدم الاستقرار ستكون عواقبها وخيمة”، مؤكدة أن الحل يكمن في “فتح حوار جاد ومسؤول يستجيب للأسباب الحقيقية وراء هذا الاحتقان”.

يذكر أن جيل زد، أو “الزومرز” (Zoomers)، هو الشريحة الديموغرافية التي ولدت تقريبا بين عامي 1997 و2012، ويمثل أول جيل في التاريخ لم يعرف الحياة قط دون وجود الإنترنت، والهواتف الذكية، ووسائل التواصل الاجتماعي.

ومنحتهم هذه النشأة الرقمية المتجذرة لقب “المواطنون الرقميون”، حيث أصبحت التكنولوجيا ليست مجرد أداة يستخدمونها، بل نسيجا من هويتهم، مما يمنحهم قدرة فريدة على معالجة المعلومات بسرعة فائقة والتفاعل مع شاشات متعددة في وقت واحد.

وظهرت الفئة على شكل حركة احتجاجية في العديد من الدول، خصوصا النامية، وظهرت أول مرة في النيبال وتسببت في إسقاط حكومتها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x