لماذا وإلى أين ؟

سابقة.. تبون يتفادى قضية الصحراء في لقائه الأخير، والعجلاوي يربط ذلك بمسار التسوية

في سابقة من نوعها، تفادى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، خلال لقائه الدوري الأخير مع الصحافة الوطنية الجزائرية، الحديث عن نزاع الصحراء، على الرغم من تطرقه إلى وضعية الدبلوماسية الجزائرية وأدوارها الخارجية.

بل الأكثر من ذلك، وبخلاف ما دأب عليه في خطاباته السابقة، حيث كان يربط بشكل دائم بين قضية الصحراء المغربية والقضية الفلسطينية، فإن تبون لم يأتِ على ذكر ملف الصحراء نهائياً، رغم إبدائه رأيه في تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

الموساوي العجلاوي، الباحث بمركز أفريقيا والشرق الأوسط للدراسات والأبحاث،يرى أن الغياب اللافت لقضية الصحراء المغربية في لقاء تبون الأخير كان بمثابة “منعطف جديد” على المستوى الإقليمي.

في تصريح لـ”آشكاين” قال العجلاوي إن اللقاء الدوري للرئيس الجزائري تناول حوالي ثلاثين نقطة، خُصصت عشرون منها للوضع الداخلي، كـ”التموين، الرقمنة، الفلاحة، والتعاون في مجال الإنتاج الفلاحي مع عدد من الدول”، وتضمنت “مطالبة الوزراء والحكومة الجديدة بالعمل من أجل ازدهار الجزائر”. أما العشر نقاط المتبقية، فقد قال العجلاوي إنها “متعلقة بالسياسة الدولية وبالسياسة الإقليمية” حيث “تعرض إلى فلسطين، إلى العلاقات مع تونس، مع موريتانيا، مع القارة الإفريقية”.

وأوضح العجلاوي أن الملاحظة الأبرز هي أنه “لم يتعرض بطريقة مباشرة إلى قضية الصحراء”، وهو ما “أثار انتباه عدد من المراقبين”.

وأضاف العجلاوي أن هذا التجنب جاء متزامناً مع عدم تطرق تبون لقضايا إقليمية حساسة أخرى، مؤكداً أنه “لم يتطرق إلى الإشكال الكبير المتعلق بخطاب الوزير الأول المالي الذي اتهم مباشرة أمام الجمعية العامة النظام الجزائري بتوظيف الإرهاب وبرعاية الإرهاب في المنطقة”. وفي هذا الصدد، أشار إلى العلاقة بين “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” بقيادة إياد أغالي والمخابرات العسكرية الجزائرية، وخاصة بـ”التسليح الجديد وبالتسليح القوي” الذي مكن هذه الجماعة من “قطع الطريق بين مالي والسنغال” ومن “خنق العاصمة باماكو”.

وأشار أيضاً إلى أن تبون لم يتعرض لقضية فرار شخصية عسكرية كبيرة (ناصر الجن)، بل “عوم فرار شخصية كبيرة عسكرية” بالقول إنه “يجب الابتعاد عن الشائعات”.

وفي تفكيكه لدلالة هذا الصمت، ربط العجلاوي الأمر بالضغوط الخارجية، قائلاً إن عدم حديث الرئيس الجزائري عن الصحراء يعود إلى “الضغط الممارس من لدن الولايات المتحدة الأمريكية على النظام الجزائري”، مضيفاً أن “بدأت الأمور تؤتي أكلها”. وتابع شارحاً أن هناك تخوفاً من “موقف أمريكي”، لاسيما وأن اللقاء جاء قبيل اجتماع مجلس الأمن، حيث “بدأت الأمور تؤتي أكلها” بحيث تسعى واشنطن لـ”تتوجه الأزمة الإقليمية” نحو قرار “يؤكد على أن الحل السياسي الوحيد هو الذي يمر عبر مبادرة الحكم الذاتي”.

كما ذكر العجلاوي أن الضغوط الأمريكية تشمل تهديدات للنظام الجزائري في كثير من المجالات، خاصة “رفع المكوس على ما تصدره الجزائر من بترول وغاز إلى الولايات المتحدة الأمريكية”، بالإضافة إلى “مشروع الاستغلال والاستثمار في النفط وفي الغاز من لدن شركات أمريكية”.

وخلص الباحث إلى القول إن “السكوت عند ذكر النزاع الصحراء، وإعلان السند للبوليزاريو” يمثل “منعطفاً جديداً في العلاقات على المستوى الإقليمي”. وتساءل حول موقف الجزائر، كـ”عضو غير دائم في مجلس الأمن”، وهل “سيهرب النظام كما فعل السنة الماضية”، أو “سيلجأ إلى الصمت”، أو “سيصوت ضد” في حال قبول القوى الكبرى بما ستقترحه الولايات المتحدة الأمريكية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x