لماذا وإلى أين ؟

ما ”الطريق الثالث” الذي يروج له لأول مرة كحل لقضية الصحراء داخل الأمم المتحدة؟ (صبري يجيب)

اقترحت حركة “صحراويون من أجل السلام”، المنشقة عن “البوليساريو”، في أول حضور لها داخل هيئة الأمم المتحدة “طريقا آخر” لحل نزاع الصحراء، يقوم على ”الحوار والتعايش” بدلا من “المواقف المتصلبة” التي هيمنت على القضية لعقود.

جاء ذلك على لسان الحاج أحمد باريكلى، السكرتير الأول للحركة، خلال كلمة ألقاها، يوم الجمعة المنصرم، أمام اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ويرى مراقبون أن طرح الحركة ، يعد بمثابة ”طريق ثالث”، بعيد عن تقرير المصير الذي تنادي به الجبهة الإنفصالية، وقريب من مبادرة الحكم الذاتي الذي تراها الرباط، الحل الوحيد لهذا النزاع.

فمن هو ”الطريق الثالث”؟ وكيف سيؤثر دخول طرف جديد على الخط داخل أروقة الأمم المتحدة على مسار قضية الصحراء؟

في السياق، يرى صبري لحو،  الخبير في القانون الدولي ونزاع الصحراء، أن المبادرة التي تطرحها حركة ”صحراويون من أجل السلام”، التي ظهرت داخل مخيمات تندوف وتتكون من قيادات كانت تحسب على البوليساريو، جاءت بعد ”انحصار” خطاب الجبهة الانفصالية واصطدامه بالواقع، سواء في الداخل أو حتى مع المجموعة الأممية.

وأوضح لحو، ضمن حديثه لجريدة ”آشكاين”، أنه أصبح لزاما على القيادات التي تؤمن بالواقعية وضرورة إحداث دينامكية، داخل الجبهة، أن تبحث عن حل سياسي ” يحافظ على حقوق الجميع”.

إلى جانب ذلك، تأتي المبادرة التي تتبناها الحركة، وفق المتحدث دائما، وسط فشل مقاربة التسوية والمقاربة القانونية التي كانت تعتمد على الاستفتاء- جوهر مبادرة البوليساريو-، وتأكد لدى حركة ”صحراويون من السلام” ومعها المنظومة الدولية، بحسب ذات المحامي بهيئة مكناس، ”استحالة إجراء استفتاء”، وبناء عليه طرحت المبادرة الجديدة.

وشدد لحو على أن مبادرة الحركة ”الطريق الثالث”، تأتي أيضا تزامنا مع تذكير مجلس الأمن أن القضية تتطلب ”حلا سياسيا واقعيا وعمليا بما يضمن تقرير المصير”.

صبري لحو
صبري لحو

وأوضح أن المبادرة الجديدة، تستمد قوتها، في كونها ” لا تحاول إرجاع الأمم المتحدة إلى حيث فشلت والعجز عن إيجاد توافق”، بل تحمل بين طياتها ” الحل السياسي” الذي باتت تبحث عنه الهيئة الأممية.

وكشف لحو أن الحركة ”تفطنت إلى أن الحل الذي تريده البوليساريو، وهو الأستفتاء، اصبح في خبر كان، ويصطدم مع دينامكية جديدة في العالم ومن داخل الأمم المتحدة”.

كما تأتي المبادرة، يشرح المتحدث، وسط ”الحشد الدولي الواسع” للحكم الذاتي الذي يطرحها المغرب كحل، حيث هناك تنفيذ لهذه المبادرة على أرض الواقع، بفتح عدة دول قنصليات في الداخلة، وأيضا تأييد دول كبرى، على رأسها أمريكا وفرنسا وإسبانيا، للسيادة المغربية على الاقليم.

وأبرز لحو أن قضية الصحراء باتت تتطلب ”البحث عن وجوه داخل المخيمات يؤمنون بصيغ جديدة من أجل المشاركة في إيجاد حل”، وهو ما يتقاطع، بحسب ذات الخبير، مع تطلعات حركة ”صحرايون من أجل السلام”، التي ”تؤمن بالواقعية”، ما يجعلها تتماشى مع المبادرة المغربية.

وأوضح أن مبادرة ”الطريق الثالث”، الذي تطرحها الحركة، ستعتبر ”منافِسة، بل إنها ستصارع مقاربة البوليساريو المتحجرة”، خصوصا وأن الأمم المتحدة تبحث، في الوقت الراهن، عن ”دينامكية جديدة من أجل استئناف المفاوضات”، عبر جعل المبادرة المغربية ”قاعدة للتفاوض”، لافتا إلى أن الجبهة التي تتبنى الانفصال ستكون ”مجبرة أن تتزحزح عن مواقفها المتصلبة واعتناق أفكار جديدة”، بوجود منافس داخل المخيمات (أي الحركة)، يؤمن بالمقاربة السياسية والواقعية، يشارك الأمم المتحدة والمغرب، قصد التوصل إلى الحل.

وقال صبري لحو، إن حضور صوت الحركة لأول مرة، داخل اللجنة الأممية الرابعة، سيجعل الصراع يتخذ بعد بوليساريو- بوليساريو، على اعتبار أن هناك تيار داخل المخيمات يؤمن بأن الحل ليس فقط في خيار الاستفتاء، بل هناك ”طريق آخر”، مبني على المقاربة السياسية

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x