2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

بقلم د ادريس الفينة
في يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، أطاحت مفاجأة أوسلو بحلم الرئيس الأمريكي بالفوز بجائزة نوبل للسلام لهذه السنة . فقد روج دونالد ترامب، و أنصاره لاحتمال فوزه بـ«نوبل للسلام» هذا العام، لكنه خرج خالي الوفاض؛ أما الجائزة فذهبت إلى الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، تقديرًا لنضالها السلمي من أجل استعادة المسار الديمقراطي في بلدها.
اختيار ماتشادو ليس منعزلًا عن واقع فنزويلا خلال العامين الماضيين: انتخابات متنازعًا على نتائجها، قمع واسع، ومعارضة مدنية راهنت على التنظيم والاحتجاج السلمي بدل الانزلاق إلى العنف. اللجنة النرويجية أثنت على «عملها الدؤوب من أجل الحقوق الديمقراطية وسعيها لانتقال عادل وسلمي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية»، وهي صياغة تُحيل إلى معيارٍ مركزي في فلسفة الجائزة: أثر قابل للقياس في تقليص العنف السياسي، ولو تحت كلفة شخصية باهظة.
أما في واشنطن، فالإخفاق الرمزي لترامب لن يمرّ بلا استثمار سياسي. الرجل سيواصل على الأرجح تقديم مبادراته في ملفات غزة وأوكرانيا كدليل أهلية كان ينبغي أن يُكافأ. حتى بعض خصوم الغرب، مثل فلاديمير بوتين، سارعوا إلى الإشادة بـ«جهوده»، مقرونين ذلك بنقد لمصداقية لجنة نوبل، في مشهد يوظّف الجائزة نفسها كأداة خطابة جيواستراتيجية. هذا يشي بأن معركة الخطاب لن تهدأ: أنصار ترامب سيصوّرون القرار كتحيّز مؤسسي، فيما يرى آخرون أنّ الجائزة عادت إلى جوهرها: حماية الأصوات المدنية المعرضة للخطر.
*إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها