لماذا وإلى أين ؟

اختطاف بنبركة.. كتاب فرنسي جديد يفجّر معلومات ووثائق لم تكشف من قبل

تزامنا مع الذكرى الستين لاختطاف المعارض المغربي المهدي بن بركة أمام مقهى “ليب” في باريس في 29 أكتوبر 1965، ينشر كتاب استقصائي جديد لمؤلفين فرنسيين معلومات ووثائق مفصلة لم تنشر من قبل تربط، بحسب المؤلفين، جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وجهاز الأمن المغربي بدور محوري في عملية الاختطاف والتصفية التي حوَّلتها إلى واحدة من أكثر قضايا «جريمة دولة» غموضاً في القرن العشرين.

الكتاب، الذي يحمل عنوان “قضية بن بركة: نهاية الأسرار L’Affaire Ben Barka La fin des secrets” للصحفيين ستيفن سميث ورونين بيرغمان، ويقع في نحو 576 صفحة، صدر عن دار غراسيه الفرنسية ويستند إلى مراسلات ووثائق استخباراتية وشهادات لم تطلع عليها الأوساط العامة من قبل.

وبحسب ما جاء في الكتاب، بعد أربعة أيام من الاختطاف، قام أحد عملاء الموساد المعروف بالاسم الحركي “آتار” بشراء أدوات “حفر، فأس، مصباحين كهربائيين، مفك براغي، كماشة، وخمسة عشر كيسا من الصودا الكاوية”، قبل وضعها في شقة بسان كلو غرب باريس، مخصصة لاستقبال عناصر فرقة الأمن الوطني المغربي الخاصة.

أورد الكتاب أنه بعد تسليم الحقيبة، تمت متابعة العملية بدقة، شملت سيارات أجرة، مراقبة الطرق، وتأمين اللقاءات بين الضباط الإسرائيليين والمغاربة الذين كانوا يدرسون جيدا تحركاتهم وطرق عملهم بذكاء.

حسب ما ورد في المقتطفات، بعد أن وضعت الأدوات التي ستستعمل في الشقة، أرسلت عبر سيارة أجرة إلى الموقع الذي احتجز فيه بن بركة (والذي وردت له أسماء حركية في السجل).

روى مصدر في الكتاب أن الدليمي أوفد رجاله لتسليم الحراس الفرنسيين أو إيهامهم بإجراء ترحيل، ثم أطلق سراح هؤلاء الحراس بعد ذلك، ما مهد لاحتجاز بن بركة بعيدا عن أعين الشرطة.

ويصف الكتاب بالتفصيل اللقاء بين أحمد الدليمي (نائب مدير الأمن المغربي آنذاك) وموظفي الموساد (آتار ورحيم) في مقهى قرب الشانزيليزيه، حيث نوقشت خطة نقل بن بركة إلى موقع الاحتجاز جنوب باريس، وتم الاتفاق على طريقة التنقل وتحديد موقع دفن محتمل، مع وضع خطة طوارئ عند مفترق طرق على بعد سبعة كيلومترات.

وضعت الأطراف خريطة لنقطة احتجاز جنوب باريس على بعد نحو ثلاثين كيلومترا من العاصمة، وحددت طريقة للوصول تُراعي مراقبة الطرق وحواجز الشرطة، كما اتفقوا على ترك سيارة على بعد بضعة كيلومترات من موقع الحفر لتسهيل العودة ورسموا نقطة احتياطيّة عند مفترق على بعد سبعة كيلومترات للطوارئ.

حسب الروايات الموثقة في الكتاب، “فقد جرى تنفيذ عملية تصفية بن بركة وتم وضعه في حوض الحمام وابقاؤه تحت الماء لمدة ثلاث دقائق حتى الوفاة، كما التقطت صورة لتوثيق تنفيذ المهمة”.

وتطرق الكتاب أيضا إلى “مناقشات حول استخدام السم، حيث أشار الدليمي إلى أن السم الفعال وصل لاحقا إلى باريس قادما من اسرائيل، لكن التنفيذ تم بالأسلوب الأبسط والأسرع”.

في سرد صادم نسبه المؤلفان إلى “إفادات ومذكرات” متداولة بين عناصر المشاركة، قال الدليمي إن “بن بركة أدخل إلى الحمام واحتجز تحت الماء لمدة ثلاث دقائق حتى فارق الحياة، وأضاف، بحسب الكتاب، أن صورة أخذت بعد الواقعة لإثبات إتمام المهمة.

يُنقل عن الدليمي أيضا أنه تذرع أمام الحراس الفرنسيين بأنه سيواصل التحقيق، ثم استخدم حجة اصطحابه إلى الحمام للتعدي عليه، قبل تنفيذ عملية الغمر”. كما يتحدث الكتاب عن “شبكة علاقات شديدة التداخل “الموساد، مسؤولون مغاربة وشبكات فرنسية.

الكتاب أضاف إشارات تفيد بوجود تعاون أمني وسياسي بين عواصم عدة في أجواء الحرب الباردة، بينها براغ (خدمات الاستخبارات التشيكوسلوفاكية) التي تتهم أيضا بالاتصال ببن بركة قبل الاختطاف”.

“يبقى مصير المهدي بن بركة بعد ستين عاما من اختفائه لغزا يثقل ذاكرة السياسة المغربية والعلاقات الدولية”. ويطرح الكتاب “مزيدا من التساؤلات حول دور أجهزة استخبارات متعددة وتداخل المصالح بين باريس والرباط وتل أبيب، مع إعادة فتح ملف كان يظن أنه مغلق إلى الأبد، ما يجعل البحث عن الحقيقة أكثر إلحاحاً ويعيد الأمل في كشف أسرار واحدة من أكثر القضايا غموضاً في القرن العشرين”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
23 أكتوبر 2025 18:22

هذا الكتاب ربما هو ما دفع بعض الابواق الاعلامية الى تناول قضية المهدي بنبركة بكتير من الوقاحة والنذالة للطعن في ماضيه السياسي ونظاله الوطني، آخرها كان اللقاء الذي نظمه المدعو رضوان الرمضاني وسليل المخبرين رشيد العشعاشي للتكلم عن عريس الشهداء المهدي بنبركة بكتير من الشماته في اغتياله المدبر.

karam toufik
المعلق(ة)
23 أكتوبر 2025 14:30

هذا كله خزعبلات مضحكة عندما يقحم الموساد … مهزلة

Dghoghi
المعلق(ة)
23 أكتوبر 2025 13:17

ولدي فلاحة ولدي عمال .. ولدي بن بركة ولدي سعيدة.. ولدي رحال ولدي زروال.. فئة كبيرة من الشباب لا يعرفهم.. يظنون انفسهم هم الاوج..

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x