2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
لماذا لم يُثِر الموقف البلجيكي الجديد من قضية الصحراء غضب الجزائر؟ (الشيات يُجيب)
على عكس ما فعلت مع دول عديدة وعلى رأسها فرنسا وإسبانيا؛ اختارت الجارة الجزائر هذه المرة، الرضوخ للأمر الواقع، حين أعلنت بلجيكا، أمس الخميس، دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدمها الرباط، حلا ”واقعيا وذي مصداقية”، لملف الصحراء.
ورغم أن بروكسيل، من بادرت إلى إبلاغ قصر المرادية بموقفها الجديد، وفق مصادر، فإن ردة الفعل الجزائرية لم تكن ”تصعيدية”، كما فعلت في السابق.
وكانت الجزائر، سنة 2022، قد دخلت في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع إسبانيا، بعد أن غيرت موقفها بشكل جذري من قضية الصحراء، معلنة في قرار تاريخي لأول مرة عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، ووصل الأمر بالنظام الجزائري حينها حد استدعاء سفيرها في إسبانيا، ردا على موقف مدريد الذي وصفته بـ “الانقلاب المفاجئ”.
كما اندلعت أزمة مماثلة بين باريس والجزائر، حين اعترفت الحكومة الفرنسية بشكل رسمي في يوليوز من سنة 2024 الماضية بمغربية الصحراء، ولا تزال تداعيات تلك الأزمة ممتدة إلى الآن.
فما الذي منع النظام الجزائري من اتخاذ خطوات مماثلة تجاه بروكسيل؟ التي لا يقل وزنها أوروبيا ودوليا، عن إسبانيا وفرنسا.

أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، يرى بأن الجزائر لم يعد بإمكانها أن تفعل شيئا، أمام الموجة العارمة من الاعترافات بمغربية الصحراء، وأن تفعل الاجراءات الاحتجاجية لإعطاء انطباع بأن هناك نوع من التوافق على مستوى المواقف الدولية.
وشدد الشيات، في حديث لجريدة ”آشكاين”، على أن عددا كبيرا من الدول ”لا تعد ولا تحصى”، عبرت عن دعمها على الأقل لمبادرة الحكم الذاتي، كحل نهائي للنزاع بما في ذلك روسيا، موضحا أن القضية أصبحت ”تتجاوز بشكل كبير قدرات الدبلوماسية الجزائرية”.
وأبرز الخبير ذاته في العلاقات الدولية، أن الجزائر لم تعد أمامها اليوم، سوى خيارين: ”إما التصعيد على مستوى اللهجة والممارسة، وستكون أنذاك حاضنة لتنظيم إرهابي عل الأقل من منظور مجموعة من الدول الغربية والعالمية”، أو الخيار الثاني، المتمثل في ”دفع صنيعتها البوليساريو نحو التفاوض وقبول الحل التوافقي”، لافتا إلى أن النظام الجزائري بات يميل إلى الخيار الثاني، مع الأخذ بعين الاعتبار تبعات ذلك على الاستقرار داخليا.
جدير بالذكر، أن مملكة بلجيكا،أعلنت، الخميس، عن دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007، واصفة إياها بـ “الأساس الأكثر ملاءمة وجدية ومصداقية وواقعية للتوصل إلى حل سياسي” لقضية الصحراء.
جاء هذا الموقف في إعلان مشترك وقعه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وماكسيم بريفو، نائب الوزير الأول ووزير الخارجية والشؤون الأوروبية والتعاون الإنمائي البلجيكي، عقب اجتماعهما في بروكسيل أمس.
الجزائر مع هذا الموقف الايطالي الجديد
و بعد تتالي الاعترفات التي اصبحت تحاصرها من كل صوب، انتقلت من حالة الكلب الذي كان ينبح دون ان يعض، الى وضعية النعامة التي تغرس راسها في الرمال حتى لا ترى شيئا.