الفينة وجدري يرصدان الانعكاسات الاقتصادية لإلغاء الصين الرسوم الجمركية على الصادرات المغربية

أكدت السفيرة الصينية بالمغرب يو جينسونغ، إلغاء الرسوم الجمركية الصينية على الصادرات المغربية المتوجهة إلى البلاد بنسبة 100 في المائة.

وأضافت سفيرة الصين بالمغرب، أن المبادرة ستشجع الاستثمارات الصينية في المغرب، خصوصا في مجالات التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة، معتبرة أن العلاقات الاقتصادية بين الرباط وبكين تدخل مرحلة جديدة من التكامل والتنمية المشتركة.

خطوة تتطلب اتفاقا تجاريا ملزما..

ادريس الفينة، الخبير الاقتصادي، ورئيس مركز المستقبل للتحليلات الاستراتيجية، أشار إلى أن “حجم المبادلات التجارية المغربية يُناهز 40 مليار درهم، وإعفاء المغرب بشكل كلي من الرسوم الجمركية، سيُنعش أكثر المبادلات التجارية مع الصين”.

وشدد ذات المُتحدث في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، أن “هذا المستجد يطرح سؤالا جديا متمثلا في كيفية الاستفادة المُثلى منه، خاصة وأن الميزان التجاري الحالي مختل لصالح الصين بشكل كبير جدا، ما يستلزم تأطير هذه التطورات في إطار اتفاقية تجارية مع الصين، كون المغرب لا تربطه إطلاقا أي اتفاقية مع الصين في هذا المجال”.

وأضاف الفينة، أن “هذا الإجراء حتى يستفيد منه المغرب اقتصاديا، يستلزم قبول الصين عددا من المنتجات الصينية حتى يتم خلق نوع من التوازن بين الجانبين، خاصة وأن المغرب يمكن له تصدير المواد الفلاحية والأسمدة وتشجيع الفلاحة، ولما إنشاء مصانع للأسمدة كما فعل مع الهند ودول أسيوية أخرى”.

ويرى رئيس مركز المستقبل للتحليلات الاستراتيجية، أن “المغرب عليه أن يعتبر هذه الخطوة مدخلا لتعاملات أخرى أقوى وليست هي النهاية، إذ عليه استغلالها للاستفادة من الاستثمارات الصينية في مشاريع مونديال 2030 في مجال السياحة والبينات التحتية وتطوير بعض الموانئ المغربية، فهذه الدولة من أكبر مُصدري رؤوس الأموال، ولما لا بناء مفاعلات نووية في المغرب لما تتوفر عليه من تقنية متطورة جدا في هذا المجال”.

خطوة متوقفة على تصدير سلع تنافسية..

في المُقابل، اعتبر محمد جدري، الخبير الاقتصادي ومدير مرصد العمل الحكومي، أن “الخطوة مهمة، بالنسبة للاقتصاد المغربي، حيث أن تصدير مجموعة من السلع نحو الصين بدون رسوم جمركية إيجابي جدا، وسيون له انعكاسات جيدة لو تم استغلاله كما يجب”.

وأضاف جدري في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، أن “هذا الإجراء يطرح إشكالا كبيرا حول حجم ونوعية الصادرات الممكن تصديرها نحو جمهورية الصين الشعبية، خصوصا وأن الصين معروفة بصنع سلع هائلة جدا بثمن رخيص جدا، ما يجعل الرهان الحقيقي بعد هذا الإجراء، يتمثل في كيفية تصنيع مجموعة من السلع تكون أكثر تنافسية وأكثر جودة لتصديرها نحو السوق الصينية الكبيرة”.

ويرى مدير مرصد العمل الحكومي، أن “رفع الحواجز الجمركية على السلع المغربية أمر إيجابي جدا وسيعطي دينامية كبيرة للمقاولات المُصدرة نحو الصين، لكن شريطة التفكير الجدي في كيفية منافسة السلع الصينية في عقر دارها”.