2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أعلنت شركة “BlueBird Aero Systems” عن افتتاح منشأة إنتاج جديدة في المملكة المغربية، مخصصة لتطوير وتصنيع أنظمة الطائرات المسيرة الانتحارية من طراز “Spy-X”، في خطوة تمثل تطورا لافتا في مسار التعاون الصناعي العسكري بين الطرفين.
وأضافت الشركة في بلاغ لها أن طواقم وفنيين مغاربة تلقوا تدريبا متعمقا داخل منشآتها في مجالات التصنيع والتجميع والاختبار، استعدادا لإطلاق أول خط إنتاج محلي من نوعه للطائرة المسيرة “Spy-X” بمدينة بنسليمان.
وتعد الطائرة “Spy-X” واحدة من الأنظمة الانتحارية الحديثة، حيث تتميز بقدرتها على تدمير الأهداف المدرعة وتجمعات القوات من مدى تشغيلي يصل إلى 50 كيلومترا، ما يجعلها أداة فعالة في العمليات التكتيكية.
وفي تعليقه على الموضوع، أوضح محمد الطيار، المحلل الأمني والباحث في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، أن الحضور المغرب لتدريب متقدم لإطلاق أول خط إنتاج محلي ببنسليمان، يشكل تحولا نوعيا في مسار التطور الدفاعي الوطني.
هذا التحول حسب حديث الطيار لجريدة آشكاين “يشكل تحولا مهما ينقل المغرب من مرحلة الاستفادة من الخبرة إلى مرحلة نقلها وتلقينها، وهو ما يؤكد دخول المملكة عهد التصنيع الدفاعي الذاتي”.
وأوضح المحلل الأمني أن هذا التوجه “سيمكن المغرب على المستوى الأمني والعسكري من امتلاك قدرات متقدمة في المراقبة والاستطلاع والردع الذكي، وتقليص تبعيته للخارج”.
وشرح المتحدث أن “تكوين كفاءات وطنية عسكرية متخصصة في تقنيات الطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي العسكري، ما سيعزز جاهزيته واستقلاليته التقنية أي أننا سنتوفر على كفاءات وطنية مدربة ومؤطرة وتتوفر على خبرات عالية”.
أما على الصعيد الجيو استراتيجي، يضيف الطيار، أن “تعزيز الصناعة الدفاعية يمنح المغرب استقلالية أكبر في القرار الأمني والعسكري، ويعيد التوازن في شمال إفريقيا، كما يمكنه من لعب دور محوري في تأمين فضائه الأطلسي والإفريقي، وترسيخ مكانته كـ قوة استقرار وتكنولوجيا على المستويين الإقليمي والدولي”.
وذكر المصدر أن “رفع المغرب سقف إنفاقه الدفاعي إلى مستوى غير مسبوق، بعد تخصيص 157.171 مليار درهم في مشروع قانون مالية 2026 لتحديث القوات المسلحة وتطوير الصناعة الدفاعية الوطنية، مثل تحولا استراتيجيا يعكس استمرار المملكة في نهج التحديث العسكري وتعزيز سيادتها الأمنية والصناعية”.
وحسب المحلل الأمني فإن “الارتفاع أشر على رغبة المغرب في ترسيخ موقعه كقوة إقليمية صاعدة”، مبرزا أن هذا التطور يعزز من حضور المملكة إقليميًا ودوليًا، إذ أصبحت من أبرز المنفقين دفاعيًا في القارة الإفريقية.
المؤشرات المذكورة، حسب الباحث في القضايا الأمنية والعسكرية، “تمنح وزنا أكبر في قضايا الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، وحماية الحدود البحرية والجنوبية، وحفظ الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء”.