لماذا وإلى أين ؟

عرض الجزائر للوساطة في الصحراء محاولة للتوبة أمام المجتمع الدولي (العروسي)

في خرجة جديدة تظهر حجم الارتباك الجزائري بعد القرار الأممي الأخير رقم 2797، الذي يعتبر مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية حلا “واقعيا” لقضية الصحراء، خرج اليوم الثلاثاء 18 نونبر الجاري، وزير الخارجية الجزائري، احمد عطاف، ليؤكد أن بلاده مستعدة لدعم جهود الوساطة في ملف الصحراء المغربية.

وقال عطاف، في مؤتمر صحافي: ” الجزائر لن تبخل بتقديم دعمها لأي مبادرة للوساطة بين المغرب والبوليساريو، بشرط أن تندرج هذه المبادرة في الإطار الأممي، وأن تحتكم، في شكلها وفي مضمونها، إلى ثوابت الحل العادل والدائم والنهائي لقضية الصحراء، على النحو المنصوص عليه في جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما فيها القرار الأخير”.

وتعليقا على هذه الخرجة، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن هذه الخرجة الجزائرية يمكن اعتبارها “بمثابة هروب إلى الأمام وتمويه غير مقبول”، موضحا أن الجزائر تحاول من خلالها أن توحي للمنتظم الدولي على أنها قادرة على القيام بدور الوساطة وأنها ليست طرفا في النزاع.

عصام لعروسي

وأضاف لعروسي، ضمن تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، أنه “لا يمكن لطرف ضالع في الملف ومسؤول عما وصلت إليه القضية، ويقف وراء فبركة هذا الملف، أن يكون وسيطا”.

وذكر أستاذ تسوية النزاعات أن “الجزائر تتحمل مسؤولية إبقاء هذا الملف على قيد الحياة طيلة 50 سنة”، وأن الوضع على الأرض اليوم يؤكد أن “المغرب في صحرائه ويدير أقاليمه الجنوبية ضمن منظومة تسيير الأراضي التي تقع تحت سيادته الوطنية”.

ومن جهة أخرى، ذكر لعروسي أن “الوساطة تقوم بها الأمم المتحدة وإن أمكن أن يقوم بها طرف ثالث فلن يكون طرفا في النزاع”، منبها إلى أن “وزير الخارجية الجزائري يتبنى طرحا مخالفا للواقع وللقرار الأممي، ولا يزال يوحي بأن هذا الأخير لم يتضمن مقتضيات جازمة تؤكد على مغربية الصحراء وعلى السيادة الوطنية، وهو ما يجافي الحقيقة ويخالف الواقع ولا يتماشى مع منطق الشرعية القانونية التي هي مؤكدة للحق وليست منشئة له”.

واستطرد أستاذ العلاقات الدولية: “في اعتقادي ما قاله وزير الخارجية الجزائري هو محاولة لطرح بعض صكوك الغفران أو التوبة أمام المجتمع الدولي”.

ويرى لعروسي أن “عدم اعتراف الجزائر بالقرارات الأممية يجعلها في المنطقة السوداء، خاصة أنها لا تعترف بتفسير الأمم المتحدة لهذا القرار”.

وكان مجلس الأمن قد صوت يوم 31 أكتوبر الماضي على قرار تقدمت به واشنطن، تضمن اعتبار الحكم الذاتي “الحل الأكثر واقعية”، ودعا المغرب والبوليساريو إلى بدء مفاوضات مباشرة، وقرر تمديد مهام بعثة “مينورسو”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

7 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
لحوس
المعلق(ة)
20 نوفمبر 2025 21:56

الذئب اقترح على الجماعة القبيلة باش يسرح لهم الغنم، سوولوه شكون ضمنك، قال لهم# اسناني # انه الغباء الجزائري

أصوفي
المعلق(ة)
20 نوفمبر 2025 05:59

قبيلة الجزائر تخاف من ملف الصحراء الشرقيه ان يفتح و من مالي ان تطلب بدورها أراضيها المغتصبة و من تونس كدلك

ابراهيم برنيشة
المعلق(ة)
20 نوفمبر 2025 00:43

من مبادئ العدالة أن الخصم لا يحق له ان يكون حكما او وسيطا في الحكم.
ناهيك عن ان ساسة العالم اجمع يدركون ضلوع حكام الجزائر العسكريين في افتعال قضية الصحراء المغربية المسترجعة من المستعمر الاسباني،وانهم ظلوا يناوؤن المغرب ويعملون على تجزيئه واقامة دويلة تابعة لهم لاهداف لم تعد قائمة بسبب التحول السياسي الذي عرفه المجتمع الدولي.

عبد العزيز محمدي
المعلق(ة)
19 نوفمبر 2025 22:33

يقول المثل المغربي لي حفر شي حفرة اطيح فيها

Omar
المعلق(ة)
19 نوفمبر 2025 21:16

الجزائر تمثل دور أنها ليست طرف في النزاع. لكن كل العالم كشفها و لم تعد تضحك عليهم بأن هناك مشكل بين المرتزقة و المغرب. هي نفسها البوليزاريو
فهي ستأتي صاغرة إلى الإجتماع بأمريكا و تريد أن تدعي أنها حضرت كوسيط. أمريكا لن تسمح لها بالتدخل أو تقديم أوامر بل عليها السمع و الطاعة

مورو الشرقاوي
المعلق(ة)
18 نوفمبر 2025 21:16

الجزائر أصلا هي سبب المشكل كيف لها أن تكون وسيطا
الجزائر الآن تحاول أن تزيل عن نفسها مسؤولية استدامة النزاع وفي نفس الوقت تخاف أن يفتح المغرب ملف الصحراء الشرقية لهدا هي تراوغ كي تحصل من المغرب على ضمانات بعدم المطالبة بأراضي الصحراء الشرقية المغربية لهدا يجب على المغرب أن ينهي مشكل اقاليم الجنوب عبر الأمم المتحدة طبقا للقرار الأخير بمنح حكم داتي ولا يدخل في أي تفاهمات مع الجزائر إلا في حالة واحدة وهي انسحابها من أراضي المغرب في الصحراء الشرقية

علي
المعلق(ة)
18 نوفمبر 2025 21:09

العنوان لم يعجبني واردت التعليق لكن ما قاله الاستاذ لا يتطابق مع العنوان
ان دروس التكوين والتكوين المستمر ضرورية للجميع

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

7
0
أضف تعليقكx
()
x