لماذا وإلى أين ؟

تصريح يشعل الصحراء المغربية.. ورئيس جهة العيون متهم بـ”زرع الفرقة” (مسؤولان يردان)

اشتعل جدل سياسي جديد في الصحراء المغربية بعد التصريحات الأخيرة لرئيس جهة العيون الساقية الحمراء، سيدي حمدي ولد الرشيد، وما رافقها من رد قوي صادر عن عدد كبير من أبناء الأقاليم الجنوبية للمملكة، الذين اعتبروا أن ما قيل لا يمثل الموقف المؤسساتي للدولة ولا يعكس روح الوحدة الوطنية.

وضمن تصريح اعلامي، اعتبر سيدي حمدي ولد الرشيد أن الحكم الذاتي، في الصيغة التي يقترحها المغرب ويستند اليها مجلس الأمن في قراره الأخير كأساس للمفاوضات، يقتصر على الأقاليم التي كانت خاضعة للإستعمار الإسباني، مؤكدا أن جهة كلميم واد نون غير معنية بهذا النظام لأنها “خارج السياق”، بحسب تعبيره.

وفي سياق “الرفض الكبير” لمضمون التصريح، أكد عضو مجلس المستشارين عن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، خليهن الكرش، ونائب رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية والعضو بجهة العيون الساقية الحمراء، حسن الدرهم، رفضهما لهذا التصريح، مشددين على ضرورة التحلي بـ”الخطاب الوحدوي الذي يقوي الجبهة الداخلية ويعزز تماسكها”.

خليهن الكرش

وشدد خليهن الكرش على أن “الأهم اليوم هو تقوية الجبهة الداخلية”، منبها لكون “النقاش حول المنطقة التي سيشملها الحكم الذاتي سابق لأوانه”.

وقال الكرش، ضمن تصريح لجريدة “اشكاين” الإخبارية: “نحن اليوم في مرحلة المشاورات حول الملف وأتمنى من الجميع ان يحترم النقاش المطروح داخليا”.

ويرى عضو حزب فدرالية اليسار الديمقراطي أنه “ليس من حق أي مسؤول أن يحدد الخطوط الكبرى للمشروع، لأن هذا يدخل ضمن الاختصاصات الحصرية لمؤسسة الدولة”.

وتابع الكرش: “الملف الأن ما زال في الأمم المتحدة والمفاوضات لم تبدأ بعد، وأي مشروع يجب أن يكون مشروع دولة وليس مشروع شخص أو منتخب أو مشروع حزب سياسي”.

ويرى القيادي في الـCDT أن “الإقصاء شيء صعب، لأن ساكنة واد نون لها دور كبير وامتداد قبلي وساهمت بشكل كبير في عملية تحرير الصحراء المغربية”.

وأوضح الكرش أن “المغرب سيقدم مقترحه وهو منفتح على الجلوس مع الطرف الاخر والتفاوض حول تفاصيل الحكم الذاتي في اطار السيادة المغربية”، معتبرا أننا “اليوم بحاجة إلى تمتين وتقوية الجبهة الداخلية وأي تصريح خارج هذا الإطار يجب ان نتجنبه”.

وفي السياق نفسه، قال نائب رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، حسن الدرهم: “بصفتي نائب رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، وعضوا بجهة العيون الساقية الحمراء، أجد لزاما علي أن أوضح للرأي العام الوطني أن ما صدر عن رئيس جهة العيون الساقية الحمراء في آخر خرجة إعلامية له لا يمثلنا ولا يعكس الموقف المؤسساتي الذي نلتزم به. بل هو فصل جديد من سلسلة زلات سياسية متكررة للسيد الرئيس”.

ووصف الدرهم، ضمن تصريح توصلت به جريدة “اشكاين” الاخبارية، ما صدر عن رئيس الجهة بأنه “تصريح يعاكس الوحدة الوطنية ويزرع الفرقة في زمن نحتاج فيه الى صوت الدولة لا ضجيج المصالح”، مشيرا الى أن خطاب 31 أكتوبر، الذي رسخ رؤية ملكية واضحة قوامها الوحدة والاندماج الترابي والحكم الذاتي، يقف على النقيض تماما من تصريح 17 نونبر.

حسن الدرهم

واعتبر المسؤول ذاته أن كلام رئيس الجهة “ليس زلة لسان وفقط، بل انزلاق سياسي خطير” يتضمن نزعة اقصائية تمس جوهر مشروع الحكم الذاتي وتضرب التوازن الجهوي، مضيفا ان التصريح يحمل ابعادا قبلية واهلية لا تنسجم مع الدولة الحديثة ولا مع مغرب 2025.

وأعاد الجدل الحالي فتح النقاش القديم حول موقع جهة كلميم واد نون داخل المشروع الوطني للصحراء، خاصة بعدما صرح رئيس جهة العيون أن وادنون غير معنية بالحكم الذاتي، وهو ما اثار موجة من الرفض داخل المنطقة واعتُبر محاولة لاعادة ترسيم حدود الانتماء.

وحذر نائب رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية من تداعيات مثل هذه التصريحات، مؤكدا أن “اعتبار وادنون خارج الحكم الذاتي لا يمس فقط الجهة وأهلها، بل يمس بنيوية المشروع الوطني”، مشيرا إلى أن الدولة أسست رؤيتها على تكامل الجهات لا على تقسيمها.

وشدد الدرهم على أن “البلاد في حاجة الى صوت العقل لا إلى مواقف طائشة”، معتبرا ان المملكة تعيش ظرفا حساسا على المستوى الاقليمي والدولي، ولا تحتاج الى خرجات قد تقدم مادة مجانية للخصوم.

وشدد المسؤول بالمجلس الاستشاري على أن “الوحدة خيار دولة وليس رأيا لفرد قصير النظر، والحكم الذاتي مشروع ملك وليس بيد اي جهة لتقرر من يدخل ومن يقصى”.

وذكر المسؤول أن ما وقع يوم 17 نونبر- تاريخ التصريح-“ليس حادثا معزولا”، بل حلقة ضمن سلسلة مواقف مثيرة، كان اخرها تصريح رئيس الجهة في السمارة بقوله “ان الله لم يساو احدا بهم”، وهو ما طرح تساؤلات حول اهلية من يتولى منصبا جهويا بهذا الحجم.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x