لماذا وإلى أين ؟

جمال خاشقجي.. الدوائر العليا والقتل المأجور

د. مراد علمي

تداعيات قتل الصحفي جمال خاشقجي عندها سلبيات لا تحصى، لا على الدولة السعودية ككل، لا على اقتصادها، لا على صورتها، ولا على علاقتها بالعالم الخارجي. إيلا قمتي بشي حاجة فى بلادك، يمكن ما شافك حـدّ، ولاكن تقوم بجريمة “عابرة للقارات”، هادي نوعية جديدة من الجريمة الموصوفة، على ما كايبان، باش تحـرّك “كــوموندو” من 15 شخص من مختلف القطاعات، القطــّـاعات، هاد الشي ما يمكن إتمّ غير على يـدّ عندها مكانة عتبارية متميزة فى النظام، أمــّـا تجي أو تقول للرأي العام العالمي: أوقع “شجار” بين صحفي أو كوموندو متكوّن من 15 شخص، هاد الخرافة ما كاين حتى شي واحد غادي إصـدّقها، جميع الدول الغربية الديمقراطية رفضـوا هاد المزاعم الغبية، غير الدول الشمولية، غير الديمقراطية ولا ّ شبه الديمقراطية يمكن “تصدّق” هاد الأسطورة السخيفية، لأنها هي الوحيدة اللي كاتوفــّـر على “الحقيقة المطلقة”، أمـّـا الشعب ما عندو لاش.

باقي ما نسيناش أن 15 سعودي كانوا متورطين فى هجمات 11 سبتمبر 2001 اللي ماتوا فيها كثرمن 3000 أشخاص أبرياء، لا من مسلمين، من ديانات خرى، نسى حاملات، دراري فى مقتبل العمر، أو ها حنا كانكتاشفوا اليوما نفس العدد ديال هاد الجريمة الشنعاء، على ما كايبان، النظام السعودي بغى إشير “ألبابا دونالد تـروم”، كي جيتك؟ ها حنا كانفديوْا الثــأر أو علينا يمكن ليك أتـــّـكل، غادي نسحقوا، نطحنوا كل واحد جا فى طريقنا، عتارض طريقك، عـكــّـر لينا الجو، ولاكن جمال جاشقجي شمن تأثير كان عندو مسكين باش يمكن ليه إهـدّد الدولة السعودية؟ بالسـّــتـيلو أو الحاسوب، يا حسرة؟ ما عندو لا متداد جماهري، فى المنفى فى الخارج، لا جيش، لا دولة، لا قرطاس، لا باروض، تضخم الآنا المرضية، جنون العظمة، المهووسين بالألوهية الباثولجية، عدم الإنسانية، ثقافة الحقـد أوالكراهية هوما السباب فى الأساس.

ضروري نعرفوا أن السعودية كاتحتل المرتبة الثالثة فى ما يخص عدم مواطنيها، الصين: كثر من 1000، إيران: 507، السعودية: 146، العراق: 125، باكيستان: 60، مصر: 35، الولايات المتحدة: 23، الأردن: 15، سنغافورا: 8، حسب أرقام “أمنيستي إنتيرناشيونال” فى عام 2017، يعني الإنسان ككائن حي ماشي فى صلب هتمامات الدولة بحال فى الدول الديمقراطية، على فرد واحد يمكن ليهم إشنــّـوا الحرب، حرب قتصادية، إشنو هجمات إعلامية غير مسبوقة، أمـّـا الدول المتخلقة عندها المواطن، المواطنة غير “زبل”، يستحق التنكـيل الذل، إيلا حار ملّ، عليه بما البحر، حتى الرّمل.

كل شركة أجنبية ربطات مصيرها بفلوس السعودية إلا ّ أو تمرمدات صورتها، خسرات فلوسها، غير “تيـسْــلا” أو “صوفط بانك”، خسروا من بعد ختفاء جمال خاشقجي كثر من 27 مليار دولار فى أيــّـامات، الصورة الإيجابية مهمة فى الديمقراطيات ديال بالصح، لأن القيم أو حسن السيرة ماشي غير هضرة خاوية، لا! ولاكن أساس المصداقية أو ثقة المستهلكين، المستهلكات فى المنتوج اللي كايـتــّـعـرض، و إلا ّ غادي إقاطعوها المواطنين، المواطنات، لأن الشركات باغية تكون محبوبة، عندها سمعة طييبة، نظيفة، مشرفة، بحال “نايـْـكي” اللي وقفات فى جنب الاعب “كولين كابرنيك” لمـّـا حتج على العنف البوليسي ضد السود فى الولايات المتحدة، “دونالد تروم” نعـّـتو بأقدح الشتائم يخجل المرء يتفوه بيها، من قبيل “ولد …..”، هادا عاد إكون رئيس دولة؟ اللي كايتعامل مع المقربين منـّـو كارئيس عصابة كيف نـعــّـتوه البعض من أولاد بلادو فى كتوبى، مقالات، منشورات.

شنو عمل المستهلك الميريكاني؟ نتاصر ألولاء مبادئ الوفاء، الإخلاص، لأن المستهلك العالمي كايحتارم الشركة، ماشي رئيس الولايات المتحدة اللي كايتملق للسعوديين باش يحلبهم حتى تنشف بـزّولتهم التالية، الحزم، صرامة الموقف مـُـربح، “جدير بالإهتمام”، ولا “الإذعان”، يعني الذل حتى ما كايبقى للشخصية أثر.

قتل الصحفيين، الكتاب حاجة عادية فى الأنظمة الشمولية أو شبه الشمولية، غير فى مراطورية “بوتين” تقتلات الصحفية “آنا بوليتكوفسكايا”، فى بلغاريا الكاتب “كييوركي ماركوف”، أو الإغتيال من دوافع سياسية صرفة ماشي جديد اللي رسالتو البدائية الوحيدة هي “زرع الخوف، الرهب في نفوس الصحفيين، الكتاب، المفكرين”، فى غالب الأحيان ما كاين حتى شي مبرر، لأن كيف أمــّـا قولت الفوق، واش الصحفي جمال خاشقجي غادي إقـدّ إزعزع ستقرار السعودية بالسـّـتيلو أو الحاسوب؟ المغزى من الإغتيال السياسي هو “المقـت، الجزر واستعراض للقوة، لا شيئ”! ولاكن غير اللي كايتجاهل النظام السعودي هو أن جميع الأشياء كاتــّـشف اليوما عن طريق التقنيات العالية اللي كانتوفــّـورا عليها، على التسريبات ديال المواطنات، المواطنين اللي رافضين الـذل أو كايطـلــّـعوا “إلى ما هو أحسن”.

غتيال المعارضين، المشاغبين، المنتقدين، “صحاب الإتجاه المعاكس” واش فيه بعدا شي معنى؟ شنو هي الفايدة من القتل المأجور؟ النسخة القديمة كانت بعدا مفهومة لمــّـا تقتل “كايوس يوليوس سيزار” اللي كان صريح أو لـقــّـب راسو باللغة الاتينية “ديكتاتور بـيـربـيـتووس”، يعني “الدكتاتور الأبدي”، كان كايطلب من الناس إخـمــّـموا مزيان قبل ما إهضروا معاه، لأن كلامو كان بمثابة قانون، أو اللي زڭـل فى مخاطبتو، فى الهضرة معاه، القرطة، البرلمانيين بغاوْا يتـخـلـصوا من “الطاغوت” كيف كانوا كايلقـبوه، لأنه كانوا كايشوفوا فيه عدو الحرية، أتــّـافقوا عليه أو هوما إقتلوه فى جلسة مجلس المستشارين، غرسوا فى ذاتو 23 طعنة بالخنجـر، هاد النوع من الإغتيال مفهوم، أمـّـا تجي دولة بالشان أو المرشان، تهبط ألـْـهاد المستوى المنحط أو تقتل مواطنها لأنه كاينتاقدها، أنا صراحة: ما فهمت والو من هاد الشي، لأن النقد البناء صحي، هاكدا تقـدّمات الدول الغربية الديمقراطية، أمــّـا القتل العمد ما عندو باش إفيد لا هاد النظام، لا لاخور، ما عادا اللي كلاتو الرغبة فى الإنتقام، عندو شخصية مهزوزة، متعطــّـشة للدم، لأن كيف ما كان المرء كايمكن ليه يفلح، كيف يخفق، أو حتى شي واحد ما معصوم من الخطأ.

فى العمق غالبا ما كايقوموا بغتيالات سياسية، عمليات نتحارية، غير المتطرفين ولا ّ اللي كايعانيوْا من ضطرابات نفسية، باغيين المجد، الشهرة، “الجنة إكـسـبـريس”، يا حسرة، ولا ّ مجنونين، ولاكن هاد الشي ما كايدلــّـش على أن القتل المأجور غير وارد، أحسن دليل هو غتيال “باتريس لومومبا” فى 1961، رفيق حريري فى لبنان 2005، غتيال الديكتاتور “تروخيـيو” ولا ّ “نـكو دينك ديـيــم” فى عام 1963 على يـدّ المخابرات الميراكانية.

ديما فى البلدان اللي غارقين فى الحكم التعسفي أو عدم سيادة القانون كاترتفع نسبة القتل المأجور، مبراطورية “بوتين” كاتـصـدر هاد الظاهرة، حسب بعض الإحصائيات كثر من 4000 حالة لحد الآن، غتيال الصحفي جمال خاشقجي كايبغي إقول ألكل واحد سوّلات ليه نفسو ينتقد النظام السعودي: ذنوبك على راسك! اليوما ما بقات تخفى حتى شي حاجة: المخابرات التركية عارفين شنو طرى بالضبط فى القنصلية السعودية، أكيد بالصوت أو الصورة، أو غير بالـڭـرام كايسرّبوا المعلومات، الرسالات اللي باغيين إوصـّـلوا لـَـدّوائر السعودية العليا، كان الموصاد، كانت المخابرات الميريكانية ولا ّ السعودية، القتالة المأجورين، سماسرييا الموت، المتطرفين المسعورين، المهيجين: كولــّـهم غادي إمارسوا القتل باسم السلطة، النظام اللي وكــّـلهم.

اللي خـصــّـهم إعرفوا كولــّـهم، الخصم، العـدو المفترض، المعارض ما كايموتش، ما كايتـــّـمحاش من الذاكرة الجماعية، بالأخص فى وقت الوسائط الرقمية الحديثة، ياك غير “شجار” بين الصحفي اللي كان مسلــّـح غير بالسـّـيلو، فـينا هي الجـثة؟ ولا ّ ياك ما عملات الرجلين، خرجات من القنصلية بلا ما إعرفوا المسؤولين السعوديين لاين مشات؟ كيف جا فى الرواية اللولة، الحقيقة المرّة حسن من آلف كـذبة!

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x