2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ما الفرق بين السائحة السويسرية و”شهيد الثلج”؟ (فيديو)
أثارت مأساة وفاة المواطن المغربي، حميد بن علي، متجمدا وسط الثلوج؛ بعدما حاصرته وهو يبحث عن أغنامه، (أثارات) سخطا وسط عدد كبير من المغاربة، حيث اتهم بعهم السلطات المعنية بعدم التحرك في الوقت المناسب والتفاعل الإيجابي مع نداءات الاستغاثة التي أطلقها نشطاء للبحث عن حميد.
أمام هذا الوضع تساءل عدد من النشطاء عن الفرق بين سائحة سويسرية كانت تمارس رياضة التسلق في جبل توبقال في شهر فبراير من السنة الماضية، قبل أن تصاب بكسر في رجلها وسط منطقة وعرة مكسوة بالثلوج، وبين حميد الذي خرج يبحث عن شياهه التي تعتبر مصدر عيشه هو وأسرته وحاصرته الثلوج.
السائحة السويسرية، وعلى إثر إطلاق نداء استغاثة، تم تجنيد جميع السلطات في المنطقة، وفريق متخصص من الدرك الملكي، مجهزا بكل الوسائل اللوجستيكية للبحث عن السائحة، وبعد 10 ساعات تقريبا، تم العثور عليها ونقلها للمستشفى بأقصى سرعة بعد تلقيها العلاجات الأولية داخل مروحية مجهزة بأفضل المعدات الطبية.
أما حميد، الذي أصبح ينعت بـ”شهيد الثلج”، فقد أكد نشطاء حقوقيون أن السلطات لم تتفاعل مع طلب البحث عنه إلا بعد مرور خمسة أيام من اختفائه، وذلك بعدما كان مواطنين من ساكنة المنطقة قد شكلوا فريقا للبحث عنه وسط الثلوج، وبعد ثمانية أيام من اختفائه، عثروا على الراعي الفقير وهو متجمدا وسط الثلوج التي حاصرته في طريقه للاحتماء بأحد الكهوف.
فما هو الفرق بين حميد الذي لم تكفي ثمانية أيام للعثور عليه والسائحة السويسرية التي أنقدت في عشرة ساعات؟
لماذا لم يطلق نداء استغاثة؛ لماذا لم يطلق نداء استغاثة؛ لماذا لماذا….
الفرق واضح وبدون لغة خشب، كامن في أن حياة المواطن/الرعية لا تساوي شيئا.. وللأسف الشديد المغاربة لم يستوعبوا بعد هذا الدرس، إلى متى سيتكلف هو بمراسيم ومصاريف الدفن بدل مصاريف الحياة التي نتمناها ها هنا بدل العبور للضفة الأخرى.
تبا للحياة أو إن صح التعبير تبا للدولة العميقة ورعاياها الأوفياء، لصوص المعبد.
جواز السفر الاحمر.