2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بنزاكور يرفض التصفير على المتحرشين

مازال النقاش الدائر حول قضية توزيع صفارات على المواطنات في الشارع من أجل توعيتهن بالتحرش، ودعوتهن إلى التصفير على المتحرشين كنوع من الاحتجاج على هذا السلوك،- مازال- النقاش مستمرا بين النشطاء والحقوقيين لما أثارته الخطوة من جدل كبير، بين من سخر منها واعتبرها تافهة، وبين من حاول فهم المغزى منها، واستنباط تداعياتها على التوعية بالتحرش كسلوك سلبي يؤرق المرأة المغربية.
وفي هذا الصدد أكد الأستاذ الباحث والمحلل الاجتماعي محسن بنزاكور في تصريح ل”آشكاين” أن هذه القضية تطرح مجموعة من التساؤلات الشائكة على مستوى الشكل، فالتحرش أمر مرفوض وغير مقبول ، كما أن التصفير، في حد ذاته هو أسلوب للإنذار يكون لدى الشرطي، وحكم مباراة كرة القدم، وإذا كان غرضه تنبيه المتحرش، فهذه مشكلة كبيرة لأن المتحرش هناك قانون تم المصادقة عليه يجب أن يحاسب به، أما إذا كان من أجل التوعية فهذه طامة كبرى.”
ويضيف المتحدث أن” التصفير بحد ذاته سلوك مشين، وكأننا نتحدث إلى إنسان مغربي لا يفهم أي لغة أخرى غير لغة الإنذار والترهيب، لكن إذا تعلق الأمر بالتوعية، فهذا لا علاقة له بالتوعية لأن هذه الأخيرة لها طرق أخرى مثل المحاضرات وتوزيع الأوراق والكتب، والتكنولوجيا الحديثة تساعد كثيرا في هذا السياق الآن، وبالتالي فإن اللجوء إلى التسفير لغرض التوعية فهو مرفوض رفضا كليا لأنه قلة أدب مع الرجل المغربي”.
ويسترسل الباحث في تصريحه ل”آشكاين'” : أن التنبيه الذي تقوم به المرأة للرجل المتحرش هو موجه للرجل المغربي بالدرجة الأولى، وبالتالي فما هي الصورة التي سنقدمها على العلاقة بين الرجل والمرأة للأجيال القادمة، لأن المرأة لم تجد أية وسيلة للتخاطب مع الرجل من غير الصفارة، وبالتالي فهناك وسائل أخرى لاحتواء هذا الأمر، والتكنولوجيا الحديثة خصوصا وسائط التواصل الاجتماعي أثبتت فعاليتها في هذا المجال في أكثر من مرة، فلماذا لا يتم اللجوء إليها.”
وأشار بنزاكور إلى أن الأمر إذا تعلق بالإحتجاج يمكن أن يجتمع حكام المباريات في مسيرة أو مباراة أو حدث رياضي ويصفرون احتجاجا على ظاهرة معينة، سيكون هذا السلوك حضاريا، وأكثر إثارة وجمالية، لكن التصفير في الشارع على الرجال هو أمر غير مقبول وغير موفق نهائيا.”
وعن سؤال استنساخ هذه التجربة من المكسيك قال السوسيولوجي المغربي: “إن دولة المكسيك تعتبر من الدول التي تصل فيها الاعتداءات الجنسية على النساء إلى معدلات خيالية، وهي طامة كبرى لدى نساء هذا البلد، وتختلف تماما عن المغرب، لأن نساء المكسيك يصفرن من أجل إنقاذهن من مخاطر أخرى قد تكون متعلقة بالاعتداءات الجنسية الخطيرة ، وبالتالي فهن لديهن مبررات اجتماعية لهذا السلوك، ونحن ليست لدينا مبررات اجتماعية لهذا الأمر “.