لماذا وإلى أين ؟

التليدي: بنكيران إستهدف الأمير هشام عند إنتقاده لأنصار الملكية البرلمانية

آشكاين/ خالد التادلي

إعتبر بلال التليدي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أن نقاش عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق والامين العام لحزب العدالة والتنمية سابقا، في تصريحاته الأخيرة لأنصار الملكية البرلمانية، وسجاله مع بعض رموز هذه الأطروحة جاء للرد على الخروج الإعلامي للامير هشام الذي طالب به بإسقاط صفة الأمير عنه.

وقال التليدي إن “البعض اعتقد أن بنكيران بإصراره على نقاش أنصار الملكية البرلمانية، أراد التصالح مع الملكية بافتعال صراع مع من استطاع برمزيته الإصلاحية أن يجرهم يوما إلى ملعبه حتى وهم لا يؤمنون بأفق المدرسة الإصلاحية في الإصلاح فضلا عن آلياتها ومسالكها في السياسة”، مضيفا أن “رؤية بنكيران كانت بعيدة وقاصدة، فالخروج الإعلامي المرتب الذي قام به الأمير مولاي هشام، ومحاولة خلق فقاعة إعلامية على طلب نزع الصفة الأميرية عنه، فضلا عن انتقاداته القاسية للحكم في المغرب، ربما هو الذي أملى على بنكيران هذا الخروج للخوض في نقاش قوي ومطرد مع أنصار الملكية البرلمانية، وتحذير أنصاره من السقوط في فخ تغيير الموقف من الملكية”.

ويرى المحلل السياسي، أن “التفكير في تجربة بنكيران الإصلاحية خلال فترته رئاسته الحكومية، وما أعقبها من بلوكاج حكومي انتهى بإعفائه، يقود إلى افتراض نهايته السياسية، وأنه حتى وإن عاد للسياسة، فإن أفقه فيها محكوم بالانسداد، ما دامت تجربة ممانعته شاخصة، وما دام مصرا على عدم ممارسة أي نقد ذاتي اتجاهها.

“لا أحد يمكن أن يقرر في التقاعد السياسي لبنكيران”

وتابع التليدي: “لكن، ليس المهم بالنسبة لبنكيران فقط هو تجديد رغبته في لعب دور في السياسة، فهذا مرتبط بوزنه في السياسة، ومدى الطلب عليه داخل حزبه، وليس مرتبطا بالضرورة برغبة السلطة أو مزاجها، إنما المهم أكثر بالنسبة لابن كيران حسب ما تؤشر عليه خطاباته ومضامينه المتكررة، هو محاولة إعادة تأسيس إصلاحيته من جديد، وإعطاء سند قوي لمقولاتها وحججها ومنطقها”.

وإعتبر القيادي بـ”البيجيدي” أن بنكيران لا يتحدث كثيراً عن حكومة سعد الدين العثماني، ولا يغامر في الثناء على إصلاحاتها، ولا ينخرط في جلدها، لكنه في المقابل، يضع كل بيضه في سلة الحزب، ولا يترك أي حملة تصيبه من دون أن ينخرط في مواجهتها بقوة وشراسة”، معتقدا أن البعض حاول التقاط الخطوة الإنسانية التي أقدم عليها الملك بتمكين بن كيران من معاش استثنائي، وحاول أن يقرأ فيها رسالة سياسية تقضي بالحكم الرسمي بتقاعده السياسي، لكن، المشكلة، أن الإطلالات الإعلامية للرجل رغم تكرر مضامينها تخلق الحدث السياسي والإعلامي معا، وتعيد للأنظار حالة تواصلية فريدة وغير مسبوقة في المغرب.

وأشار التليدي إلى أنه “لا أحد يمكن أن يقرر في التقاعد السياسي لبنكيران سوى بنكيران نفسه، وذلك يوم يقرر ترك السياسة وأخذ مسافة عنها، لكن، اشتباكه بالسياسة وقدرته على السجال مع مختلف الفاعلين، وقدرته أيضا على إعادة تأسيس إصلاحيته حتى في لحظات الإحباط ولحظات دخول أطاريح السياسة لمنطقة الأزمة، تعني أن الساحة السياسية، بمختلف مكوناتها، بما في ذلك خصوم بنكيران السياسي، وخصوم آلته التواصلية الضخمة، من خلال إقبالهم على إطلالاته، يجددون هم أيضا الطلب على دوره، أو في أحسن ألأحوال، يستشعرون قوته في السياسة، والإمكان الذي يتوافر عليه لتجديد عودته إليها”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x