2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
اتجاه موريتانيا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل سيفقد الجزائر أحد الأوراق التي تحارب بها المغرب (خبير)

تستعد الجمهورية الإسلامية الموريتانية وفق تقارير إعلامية صحفية، لاتخاذ خطوة مهمة نحو استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وذلك في لقاء مرتقب سيعقد في البيت الأبيض بوساطة مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكانت موريتانيا، وهي عضو فاعل في جامعة الدول العربية، قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في عام 2010. جاء هذا القرار كرد فعل على العدوان الإسرائيلي الأول على قطاع غزة، مما يعكس موقفاً تضامنياً مع القضية الفلسطينية.
ويطرح الموضوع أسئلة كبرى حول التحولات السياسية والدولية المحتمل وقوعها في منطقة شمال وغرب إفريقيا، والتوازنات الاستراتيجية الجديدة التي سينتج عنها.
الباحث المختص في العلاقات الدولية، محمد شقير، يرى أن “إمكانية استئناف موريتانيا لعلاقاتها مع إسرائيل على غرار ما سبق للمغرب، سيزيد من إفقاد الجزائر أحد الأوراق التي كانت تحارب بها المغرب متهمة إياه بفتح المنطقة أمام التواجد الإسرائيلي فيها، وسيجعل الجزائر معزولة فيما يتعلق بموقفها من إسرائيل في الوقت الذي سيزيد من تقارب المواقف بين كل من المغرب وموريتانيا لا على الصعيد السياسي او الاقتصادي او الدبلوماسي ما دام ان كلا البلدين استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بمباركة من ترامب”.
وذكر ذات الخبير، أن “تطبيع دول المنطقة العربية مع إسرائيل يُعتبر أحد مكونات سياسة ترامب الخارجية، والتي ظهرت من خلال دفع النظام السوري إلى تطبيع علاقاته مع إسرائيل، في انتظار أن تحذو دول عربية أخرى على غرار السعودية حذو الدول المطبعة مع اسراءيل في إطار تداعيات حرب غزة”.
وفيما يخص الانعكاسات الإقليمية في حالة تم التطبيع الإسرائيلي الموريتاني، أشار الباحث في السياسات الدولية إلى أن “هذا الوضع سيقوي التواجد الأمريكي في المنطقة سواء من الناحية العسكرية او الاقتصادية حيث تعتبر منطقة شمال أفريقيا وبالاخص موريتانيا بوابة أساسية للولايات المتحدة بحكم الموقع الجيوستراتيجي لموريتانيا التي تعد أحد مفاتيح الاستراتيجية الأمريكية لمراقبة الوضع في دول الساحل التي تشكل احد المعاقل الرئيسية للتنظيمات المتطرفة الانفصالية والارهابية المسلحة وأحد المناطق التي تعرف تمددا روسيا خاصة بعد الانسحاب العسكري الفرنسي بهذه المنطقة”.
وأضاف شقير، أن هذه “الاعتبارات هي التي حددت استضافة إدارة ترامب للدول الأفريقية الخمس بما فيها موريتانيا التي يبدو أنها أصبحت ضمن الدول التي يمكن الارتكاز عليها في استراتيجية أمريكا للتواجد في أفريقيا، خاصة وان موريتانيا تعتبر ضمن الدول المحامية لدول الساحل التي تعاني من عدم الاستقرار، وبالاخص دولة مالي التي تواجه تحركات تنظيمات انفصالية كالازواد التي تساندها الجزائر”.