لماذا وإلى أين ؟

رئيس حزب موريتاني لـ”آشكاين”: ترامب “متعجرف” والتطبيع قد يتسبب في انقلاب

عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء في البيت الأبيض، قمة مصغرة جمعته بقادة خمس دول إفريقية هي موريتانيا، غينيا، السنغال، ليبيريا والغابون. ويُعد هذا اللقاء الأول من نوعه الذي يجمع ترامب بقادة أفارقة منذ عودته إلى سدة الحكم.

وخلال القمة، أثار ترامب الجدل مجددًا بسبب سلوكه الذي تجاهل الأعراف الدبلوماسية المعتادة. فقد بادر إلى مقاطعة كلمة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، مبدياً انزعاجه من الإطالة، قبل أن يوجّه حديثه إلى رئيس غينيا بيساو، عمر سيسوكو إمبالو، مطالبًا إياه بالتعريف بنفسه وببلاده بإيجاز.

هذا التصرف اعتبره مراقبون تجاوزًا للبروتوكولات المتعارف عليها بين رؤساء الدول، وهو ما أعاد إلى الأذهان واقعة مماثلة حين أهان ترامب الرئيس الأوكراني علنًا قبل أشهر أمام عدسات وسائل الإعلام العالمية. تلك الحوادث المتكررة تثير تساؤلات حول نهج ترامب في التعامل مع القادة، والذي غالبًا ما يتسم بالتجرد من المجاملات الدبلوماسية والالتزام الرسمي.

وقد تفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في كل من المغرب وموريتانيا بشكل واسع مع تصرف ترامب، حيث تباينت الآراء. فبينما رأى البعض أن مقاطعته للرئيس الغزواني تمثل إهانة، اعتبر آخرون أن الأمر يعكس فقط شخصية ترامب التي لا تضع للبروتوكولات وزنًا. وفي سياق موازٍ، ذهب البعض إلى التكهن بأن اللقاء قد يكون تمهيدًا لإعادة تطبيع العلاقات بين موريتانيا وإسرائيل.

تفاعلا مع ذلك، يرى رئيس حزب الجبهة الشعبية بموريتانيا؛ محمد محمود ولد الطلبة، أن اختيار موريتانيا وبعض الدول من قبل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن وليد الصدفة، حيث أن لأمريكا برنامج وأطماع واضحة في إفريقيا، وخاصة الدول المطلة على المحيط الأطلسي.

ووصف ولد الطلبة الرئيس الأمريكي في تصريح خص به صحيفة “آشكاين” الإخبارية، بـ”المتعجرفة”، قائلا “ترامب متعحرف، كان ينتظر الخضوع التام لمطالبه وأن لا يناقشه أحد، كما يفعل مع دول الخليج”، مضيفا “لكن هذا لم يحصل مع الرئيس الغزواني الذي قدم مطالبه وشروطه لقبول بعض ما تقدم به المتعجرف ترامب، وهو ما أزعجه كثيرا”.

واعتبر رئيس حزب الجبهة الشعبية بموريتانيا أن “لأهل الصحراء خصوصيتهم التي لا تتزحزح، ولابد من الإشارة هنا إلى أن موريتانيا الدولة الصغير الضعيفة سبق وأن طردت سفارة أمريكا سنة 1968؛ كما أن العلاقاتِ لم تكن جيدة يوما”، لافتا إلى أن موريتانيا تربطها علاقات عريقة مع الصين وليس أمريكا، حيث أن الرئيس المختار ولد داداه عندما زار الصين في الستينيات ولمدة أسابيع وقع اتفاقيات استراتيحة مع الصين، وموريتانيا من فتح أبواب إفريقيا للصين”.

وبخصوص إمكانية تطبيع موريتانيا علاقاتها مع إسرائيل، رد ولد الطلبة “بأن الموريتانيون لن يقبلوا بذلك نظرا لحساسية الموضوع، ومن شأنه أن يتسبب في إضطرابات قد تصل إلى انقلاب الجيش على الرئيس كما فعل مع الرئيس السابق معاوية”، وفق تعبير المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x