بنكيران يستعين بـ”دعاة اليوتيوب” لحشد الدعم الانتخابي في أكادير

في خطوة لافتة تعكس تحولاً في أساليب الحشد السياسي، اختار الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، توسيع دائرة التأثير الانتخابي لحزبه في أكادير، عبر نسج علاقات مع مؤثرين نشطين على منصات التواصل الاجتماعي، يُعرفون إعلامياً بـ”دعاة اليوتيوب”.

خلال زيارته الأخيرة لأكادير للمشاركة في أشغال المؤتمر الجهوي لحزب “المصباح” بجهة سوس ماسة، استغل بنكيران وجوده لعقد لقاءات ليلية مغلقة مع متعاطفين مع الحزب، كان من بينهم الشاب المعروف بلقب “مول الفوقية”، أحد الوجوه الدعوية في الفضاء الرقمي بالمنطقة والفاعل في مجال العمل الخيري والإحساني الذي تنفذه جمعيات وتنظيمات محلية.

لم يتأخر صدى اللقاء مع بنكيران في الظهور، إذ خرج “مول الفوقية” ببث مباشر على قناته دعا فيه الشباب إلى عدم ترك الساحة السياسية خالية للأحزاب المتصدرة للمشهد، خاصة حزب التجمع الوطني للأحرار. وأكد أن التجربة الحكومية برئاسة عزيز أخنوش كانت مفيدة ليدرك المغاربة “حجم الضرر الذي قد ينتج عن العزوف السياسي”، على حد تعبيره.

ورغم نفيه لأي انتماء تنظيمي لحزب العدالة والتنمية أو نيته الترشح باسمه، إلا أن “مول الفوقية” زكّى الحزب، واصفاً إياه بأنه “الأقل فساداً” مقارنة بباقي الأحزاب، ودعا متابعيه إلى دعم “البيجيدي”، سواء بالترشح في صفوفه أو بالتصويت لصالحه في الانتخابات المقبلة.

ويعكس هذا التحرك الميداني من طرف بنكيران، والذي يمزج بين السياسي والدعوي، استراتيجية جديدة لحزب العدالة والتنمية في الاستعداد للاستحقاقات المقبلة، تقوم على توظيف “دعاة اليوتيوب” المتعاطفين مع الحزب في المناطق التي شهد فيها الحزب تراجعاً انتخابياً خلال السنوات الماضية.