2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مجهولون يحرقون مسجداً للجالية المغربية في بلدة إسبانية

في حادث صادم جديد، تسلّل مجهولون في الساعات الأولى من صباح أمس السبت إلى باحة مسجد قيد الإنشاء في بلدة بييرا الإسبانية، وأضرموا النار فيه باستخدام البنزين، ما ألحق أضراراً كبيرة بالمبنى. وتنتظر السلطات المحلية التقييم الفني لتحديد ما إذا كانت البنية الهيكلية للمسجد قد تضررت بشكل دائم.
وحسب مصادر إعلامية إسبانية، فإن المسجد المتضرر كان ثمرة جهود جماعية لأفراد من الجالية المسلمة في بييرا، التي تتكون في غالبيتها من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذين سعوا منذ سنوات لتوفير فضاء للعبادة والتلاقي، في إطار ممارسة حريتهم الدينية. وقد وقع الحريق قبل افتتاح المسجد الرسمي، ما زاد من صدمة أفراد المجتمع المحلي الذين تابعوا مراحل إنجازه عن قرب.
وفي رد فعل سريع، عبّر أسقف سانت فيليو دي يوبريغات ورعية كنيسة سانتا ماريا في بييرا عن تضامنهم الكامل مع الجالية المسلمة، مستنكرين هذا العمل العنيف الذي يستهدف حرية المعتقد. وأكدوا أن سكان البلدة، بمختلف معتقداتهم، يشكلون نسيجاً اجتماعياً متماسكاً يتعين حمايته من محاولات التفرقة والعنف.
كما ذكّرت الكنيسة الكاثوليكية بدعوة البابا فرنسيس إلى نشر ثقافة السلام والحوار، معتبرة أن ما حدث يمس جميع المؤمنين، وليس فقط طائفة معينة، ودعت إلى التعاون من أجل نبذ الكراهية والعمل المشترك على بناء مجتمع يسوده الاحترام والتفاهم المتبادل.
وفي هذا الصدد، أدانت الجالية الإسلامية في بييرا في بلاغ لها، الهجوم الذي استهدف المسجد، معتبرة أن الجريمة لم تكن مجرد تخريب، بل اعتداء على مجتمع بأكمله ساهم في بناء المدينة منذ أكثر من 15 سنة. وأكد البيان أن المسجد لم يكن مجرد مبنى، بل فضاءً مشتركاً للعبادة والتعلم والتعايش، نتاج جهود جماعية لأفراد من أصول مغربية ساهموا في الحياة الاجتماعية والثقافية للمدينة كمواطنين فاعلين ومندمجين.
كما شددت الجالية على أن الحادث نتيجة مباشرة لتصاعد خطابات الكراهية وتطبيع العنصرية، مطالبة بالحماية وعدم الإفلات من العقاب. ودعت السكان والجمعيات المحلية إلى عدم التزام الصمت، معتبرة أن المعركة من أجل العيش المشترك تخص الجميع. واختتمت بالتأكيد أن الحريق لن يُثنيها عن الاستمرار، وأن التعايش والوحدة أقوى من الكراهية.