2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

حذرت دراسة علمية حديثة من وجود مستويات مرتفعة لعناصر سامة في ثلاثة أنواع من الأسماك المستهلكة بكثرة في منطقة بحرية غرب الناظور، تشمل السردين (Sardina pilchardus) والأنشوفة (Engraulis encrasicolus) والماكريل (Trachurus trachurus).
الدراسة التي اطلعت عليها “آشكاين”، ركزت على مستويات الزرنيخ والكادميوم والكروم والكوبالت والنحاس والحديد والزئبق والزنك في عضلات وكبد وخياشيم الأسماك، وكشفت عن تفاوت واضح بين الأعضاء، مع تركز التلوث بشكل أكبر في الكبد.
وأظهرت النتائج وجود زيادة موسمية في تركيز العناصر السامة خلال فصل الشتاء، خصوصًا الزرنيخ والكادميوم والزئبق والزنك في السردين، ما يعكس تأثير الفيضانات والنشاط البشري على البيئة البحرية. ورغم أن مؤشرات التلوث المعدنية لم تُظهر خطورة عامة على الصحة عند الكبار، إلا أن الأطفال قد يكونون أكثر عرضة للمخاطر بسبب تجاوز بعض العناصر مثل الكادميوم والحديد للحدود المسموح بها.
واعتبر الباحثون أن الاستهلاك البشري لعضلات الأسماك لا يشكل خطرًا سرطانيًا مباشرًا على الكبار، إلا أن مؤشرات المخاطر لدى الأطفال أظهرت تهديدًا محتملًا من الزرنيخ في السردين خلال فصل الشتاء، وكذلك في الماكريل على مدار العام. هذا يؤكد أهمية اتخاذ تدابير للحد من تلوث هذه العناصر في البيئة البحرية.
وترتبط مصادر التلوث بمجموعة من الأنشطة البشرية مثل الصناعة، الزراعة، صيد الأسماك المكثف، وإنشاء الموانئ، إضافةً إلى أسباب طبيعية. وتؤكد الدراسة أن هذه العناصر السامة تتراكم على المدى الطويل في الأسماك، ما قد يؤدي إلى مخاطر صحية مستقبلية لكل من السكان المحليين والنظام البيئي البحري.
وفي هذا السياق، دعت الدراسة إلى ضرورة إجراء متابعة مستمرة لتحليل تراكم هذه العناصر في الأسماك ومراقبة تعرض السكان المحليين لها، لتجنب أي آثار صحية محتملة. كما أكدت على أهمية تعزيز برامج الرقابة البيئية لضمان سلامة الموارد السمكية وحماية المستهلكين في منطقة غرب الناظور.