2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

عبد الحق غريب*
في بعض الجامعات، يُلاحظ أن “منصب” منسق الماستر يتحول أحيانا إلى محور صراع غير مبرر ويثير كثيرا من علامات الاستفهام، حيث يبدي بعض الأساتذة حرصا مفرطا على الاستمرار في هذا المنصب، إلى حد يجعل من البقاء فيه أشبهَ بقضية حياة أو موت..
وقد يصل الأمر إلى اللجوء إلى مختلف أساليب المناورة ووسائل الضغط على الرئاسة وإدارة المؤسسة وهياكلها، وتُوظف فيه علاقات غير مفهومة وتحركات متكررة تُثير الاستغراب، في مشهد يطرح علامات استفهام كثيرة حول دوافع هذا الإصرار غير المعتاد، وما إذا كان مرتبطا فعلا بمصلحة التكوين والطلبة أم برهانات أخرى..
وفي بعض الحالات، يُدفع الطلبة إلى التعبير عن مواقف داعمة، في سياق يُوظف فيه الخطاب الأكاديمي، من قبيل جودة التدريس أو الكفاءة، كغطاء لإضفاء شرعية شعبية على مطلب الاستمرار في التنسيق، بما يُحول النقاش من مسألة تنظيمية إلى وسيلة ضغط على المسؤولين والهياكل الجامعية..
غير أن هذا النوع من السلوك، حين يتكرر ويتجاوز حدود المعقول، يثير تساؤلات مشروعة حول طبيعة الدوافع الحقيقية.. ولعل أبرزها :
هل يتعلق الأمر فعلا بإصرار نابع من غيرة أكاديمية صادقة على جودة التكوين ومصلحة الطلبة ؟ أم أن هذا الإلحاح على المنصب يُخفي رهانات ذات طابع نفعي ؟
إن ما تشهده بعض الجامعات من تحولات في مفهوم المسؤولية الأكاديمية، يدفعنا إلى إعادة طرح سؤال جوهري : لماذا باتت بعض المناصب البيداغوجية تُدار بمنطق الامتيازات والمنفعة لا بمنطق الخدمة العمومية ؟
أما آن الأوان إلى إعادة الاعتبار للقيم الأكاديمية ومحاربة كل ما يسيء إلى أخلاقيات المهنة ويخدش صورة وسمعة الجامعة؟
*أستاذ جامعي متقاعد
*إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها